سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشريف الإدريسى: الصلح أفشل مخططاً خارجياً لتقسيم الجنوب.. وشيخ الأزهر تولى مسئولية «الدية» كاتب الاتفاق ل«الوطن»: جهات سيادية اجتمعت مع القبائل حتى الصباح لإتمام الصلح
كتب بخط يده بنود محضر الصلح، الذى وقعته قبيلتا الدابودية والهلالية، الذى يحدد شروط جزاء صارمة، لمن ينقلب أو يخالف الاتفاق، تصل إلى حد تغريب مشعل الفتنة وطرده من مكان معيشته.. إنه السيد إدريس الشريف الإدريسى، رئيس نقابة الأشراف الأدارسة فى العالم. يكشف الشريف فى حواره ل«الوطن» التفاصيل الكاملة التى أدت إلى الوصول لاتفاق وأد الفتنة فى أسوان، ومراحل التراضى التى وصلت إلى طريق مسدود. ■ كيف توصلتم إلى اتفاق الصلح بين أبناء قبيلة الدابودية والهلالية؟ - فى بداية الاتفاق كان الهلايل يريدون أن يأتى النوبيون بالأكفان على عربة كارو، وأنا رفضت بقوة مع اللجنة هذا الاقتراح، لأن عادة «القوضة» يجب ألا يكون فيها إذلال بهذه الطريقة، وكنا فى ذلك الوقت فى بداية أحداث الفتنة، واستُبعد هذا الاقتراح، وفى النهاية وافق الهلايل على تقديم الدابودية الكفن بطريقة عادية، لكن رفض الدابودية قائلين إن تقديم الكفن خارج ثقافتهم، واعتبروها إذلالاً، لكن الأحداث الأخيرة التى أدخلت قبيلة ثالثة وهى «الكوبانية» نشرت الذعر بين القبائل، واستشعروا الخطر، واجتمعنا بهم بعد الحادث مباشرة وقلنا لهم الموقف خطير، ولا بد أن تتفقا على صلح، ومن لم يتفق ويوقع على شروط صلح اللجنة بشكل مطلق دون شروط سيكون محط الأنظار، وسبباً فى تأجيج الموقف واشتعال الفتنة، فى هذا اليوم وقّع مندوبو القبائل الدابودية والهلالية ووصلنا إلى هذا الاتفاق. ■ ما تفاصيل هذا الاتفاق؟ وكيف جرى التمهيد له؟ - الصلح قبل الأحداث الأخيرة، التى قُتل فيها شابان من النوبيين والكوبانية، كان قد وصل إلى طريق مسدود، وبعد اشتعال الفتنة مرة أخرى، تحرّكت كل الأطراف واجتمع عدد من المسئولين مع أبناء القبائل فى اجتماع سرى، استمر حتى 3 صباحاً فى أحد المراكب العائمة على نيل أسوان، وحضر فى هذا الاجتماع ممثلون من المخابرات الحربية والعامة ومحافظة أسوان ومدير الأمن، وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة، مع لجنة الصلح برئاسة الدكتور منصور كباش، رئيس جامعة أسوان، وحضرت جميع الأطراف من الهلالية والدابودية فى اليوم نفسه، وكان الحوار مفتوحاً، واستطاعت اللجنة والحضور الوصول إلى نقطة اتفاق بين الأطراف، نتج عنها تحديد موعد الصلح بمقر محافظة أسوان. ■ من الذى وضع بنود محضر الصلح والجزاءات؟ وما تفاصيله؟ - طلبت منى لجنة الصلح وضع نص المحضر بين الطرفين، حتى يوقعوا عليه لإنهاء الخلاف، وأعددت المحضر وشدّدت فيه على أن من يخالف الصلح ويعود ويعتدى على الطرف الآخر بصورة جماعية، ستدفع القبيلة مليون جنيه، وإذا كان هناك اعتداء فردى وصل إلى مرحلة الفتنة وتعمُّد حدوثها تصل عقوبته لأى طرف فردى بالتغريب عن مكان سكنه، ونقله إلى مكان آخر. ■ فيما يتعلق بأولياء الدم من الطرفين.. هل سيحصلون على دية؟ ومن سيدفعها؟ - خلال التفاوض، توصلنا إلى أن هناك دية سيشرف على دفعها لأولياء الدم فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، بعيداً عن ميزانية الأزهر وبمبادرة شخصية لتجميع مبالغ مالية لرد الدية عن غير القادرين، وإعطائها لمن فقد شخصاً فى الأحداث الأخيرة، كما أن محافظ أسوان حرص على تعويض الذين وقع عليهم الضرر، والأشخاص الذين تأثروا بالأحداث، سواء حُرقت منازلهم أو محلاتهم. ■ مَن مِن مصلحته أن يؤجج أو يدفع لشخص ليشعل الفتنة؟ - من يريد أن يفجر الفتنة منظمات خارجية أجنبية، تعمل على تقوية النعرات بين أبناء الوطن الواحد، فى أسوان، لإبراز أن النوبيين مضطهدون لإحداث زعزعة تحقق مخططاً قديماً يهدف لتقسيم جنوب مصر وانفصال النوبيين عنه، هذه المنظمات تعمل منذ سنوات على تنفيذ هذا المخطط، وجاءت لهم الفرصة فى الحادث الأخير، الذى يعتبر من أعنف الصراعات التى حدثت فى أسوان والصعيد، لكن إخوتنا النوبيين الشرفاء يعلمون بهذا المخطط ويتفهمونه جيداً، ويقاومونه بقوة. ■ البعض اتهم عدداً من أعضاء جماعة الإخوان بلعب دور فى الفتنة.. هل استشعرت ذلك خلال توسطك فى الصلح؟ - نعم استشعرته من خلال الحديث مع إحدى القبائل طرف النزاع، كنا نطرح سبلاً كثيرة للخروج من الأزمة، لكن كان هناك أشخاص ينتمون إلى جماعة الإخوان ينتمون إلى هذه القبيلة ومعروفون بالاسم، يرفضون كل الحلول بمختلف توجهاتها، وكانوا يهددون فى نهاية كل جلسة تفاوض باللجوء للعنف، وكانوا ينكرون حتى وساطة كبرائهم وشيوخهم، كان هدفهم الوحيد هو استمرار الأزمة وإشعالها أكثر، وإحباط جميع مساعى الصلح.