بدأت، أمس، محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالتجمع الخامس، أولى جلسات محاكمة 12 متهماً فى وقائع تحرش بميدان التحرير، والذين يمثلون أمام المحكمة فى 5 قضايا بتهم الشروع فى قتل واغتصاب وهتك عرض 9 فتيات وسرقتهن بالإكراه، وبدأت الجلسة بإثبات حضور المتهمين داخل القفص وحاولوا إخفاء وجوههم عن الحضور والهرب من كاميرات المصورين التى أحاطت بهم من كل اتجاه، وأمرهم رئيس المحكمة بالنظر إلى القاعة وعدم إدارة ظهورهم للمحكمة، ورفع متهمان منهم المصحف داخل القفص خلال الجلسة، وأنكر المتهمون ما وجهته لهم النيابة العامة من اتهامات، بقولهم «والله مانزلنا التحرير من أصله» وآخر بقوله «محصلش يا باشا ومنعرفش ميدان التحرير من أصله»، وهتفوا بقولهم «حسبى الله ونعم الوكيل»، كما حضر الجلسة 5 من وكلاء النائب العام، وبعد أن تلا كل منهم أمر الإحالة أمر القاضى بنظر الجلسة بشكل سرى داخل غرفة المداولة لسماع الشهود. عُقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد على الفقى وعضوية المستشارين حسن إسماعيل وحسن فتحى وأمانة سر عادل عبدالحليم ورجب شعبان. واستمعت المحكم لدفاع المتهمين، الذى طلب أجلاً للاطلاع على أوراق القضية، وكذا التصريح بالحصول على نسخة منها، وندب لجنة جديدة من الطب الشرعى لتوقيع الكشف الطبى على المجنى عليهما رشا عبدالرازق وإيمان محمد، وعلل ذلك بالغموض الذى يشوب تقرير الطب الشرعى -على حد قوله- كما طلب المدعون بالحق المدنى الادعاء مدنياً بمبلغ 10 آلاف جنيه وواحد على سبيل التعويض المؤقت. وشهدت الجلسة حضوراً من الضحايا الذين رفضوا التحدث لوسائل الإعلام، وارتدت إحداهن نقاباً، وحضر عدد من أهالى المجنى عليهن، وأهالى المتهمين، وانتشر رجال الشرطة داخل قاعة المحكمة وخارجها، للفصل بين الطرفين، تحسباً لأى اشتباكات، وقال والد أحد الضحايا والذى رفض ذكر اسمه، «بنتى تعانى من حالة نفسية كل ما تفتكر أنهم قلعوها هدومها فى التحرير مع 2 من زميلاتها، نفسيتها تدمرت تماماً بتبكى كل يوم بالليل ومنهارة، ضربوها بحزام على عينها اليسرى وهى تقريباً مش بتشوف بيها خالص، ومحدش وقف جنبى من الدولة، ولا جانى اتصال من الرئاسة يقولوا لى حتى معلش، دى بنت مصرية زى البنت اللى زارها الرئيس فى المستشفى واعتذر لها، والدولة ماوقفتش جنبى، مفيش غير مركزى النديم ونظرة لحقوق الإنسان» وختم حديثه بقوله «أنا عايز حقى والقصاص اللى يجيب حق بنتى». وقال طه محمود، المدعى بالحق المدنى عن إحدى المجنى عليهن «إن القضية تدق ناقوس الخطر، وجرس إنذار للمجتمع المصرى والدولة، وأتمنى أن يكون الحكم على قدر المصاب ومعاناة أهالى الضحايا». من جانبه، لم يتردد والد المتهم محمد مصطفى عبدالقوى، فى الدفاع عن نجله، وقال «محمد أنا مربيه كويس هو ابنى الوحيد على بنتين، ومستحيل يعمل كده هو متعهد حفلات قد الدنيا ميعملش كده أبداً، ولا عمره نزل ميدان التحرير، وأنا عايز الإعلام يجيب الجانب الآخر من القضية اللى هو إحنا عيالنا مظلومين»، وقال شعبان عوض (دفاع المتهمين محمد مصطفى عبدالقوى ومحمد فوزى دسوقى فى واقعة التحرش التى جرت أحداثها فى يناير العام الماضى) إن القضية مهلهلة، وأضاف «المجنى عليها تريد ضجة إعلامية كونها عضواً بإحدى منظمات حقوق الإنسان فحسب وهناك تناقض واضح فى أقوالها وتقرير الطب الشرعى». كان النائب العام المستشار هشام بركات أمر بإحالة كل من «كريم شعبان رزق 19 سنة وأحمد سعيد محمد إبراهيم 27 سنة ومجدى السيد محمد مصطفى 16 سنة وعمرو محمد فهيم على 33 سنة عامل معمارى ويوسف زكريا عبدالله عبدالسلام 23 سنة وعبدالفتاح عثمان عبدالفتاح حسن 49 سنة بائع متجول ومحمد على عبدالله على 22 سنة سايس وأحمد إبراهيم أحمد حسن 16 سنة عامل بمخبز وإسلام عصام أحمد رفاعى 20 سنة صاحب مغسلة سيارات وكريم محمد مصطفى سباك 19 سنة، ومحمد فوزى إبراهيم دسوقى 36 سنة شركة كريستال عصفور ومحمد مصطفى عبدالقوى محمد 27 سنة صاحب محل أدوات موسيقية، المتهمين فى واقعة يوم 25 يناير العام الماضى، لمحكمة الجنايات بتهم ارتكاب جرائم خطف الضحايا وهتك أعراضهن بالقوة وتعذيبهن بدنياً وسرقتهن بالإكراه والشروع فى قتلهن واغتصابهن.