"قتلت مراتي، وبناتي بالساطور، وحطتهم في أشوله، وحرقت جثثهم، لأني كنت شاكك أن مراتي بتخوني، بس بعد ما قتلتهم مبقتش شاكك غير في إنسانيتي"، بتلك الكلمات سجّل نبيل، اليوم، اعترافاته بقتل زوجته وطفلتيه، وحرق جثثهم، تلك الجريمة التي ارتكبها قبل ما يزيد على عامين. لم يكن نبيل يتوقع أنه عقب مرور سنوات من ارتكابه جريمته البشعة، بقتله لزوجته وطفلتيه، أن يقع في يد الشرطة، معتقدًا أن جريمته انتهت بإضرامه النيران في جثثهم. "الوطن" رصدت الجريمة البشعة واعترافات المتهم، وكانت البداية حين وردت معلومات للواء ناصر العبد، مدير مباحث الإسكندرية، من ضباط قسم شرطة ثان الرمل تفيد بقيام ن. ا (بائع -31 سنة)، بارتكاب حادث مقتل كل من زوجته الموظفة، وطفلتيها سنتان، و3 سنوات، المحرر بمصرعهم محضر بمركز شرطة كفر الدوار، في البحيرة بتاريخ 30سبتمبر 2011. عقب تقنين الإجراءات تم ضبطه واعترف بارتكاب الواقعة لسوء سلوك زوجته، وشكه فى أبوته للطفلتين فقام بقتلهن مستخدمًا مطرقة ووضع جثثهن داخل أجولة بلاستيك ، واستعان بصديق له يدعي ك.ع. م (29 سنة - عاطل)، فى نقل جثثهن من مسكنه الكائن بشارع الرحمة بالمنتزه إلى منطقة كوبرى العامية دائرة مركز كفر الدوار في محافظة البحيرة مستخدمين السيارة، رقم 5712 مصر، وأشعلا النيران في الجثث لإخفاء معالمها. وقال المتهم، خلال التحقيق معه: "الشك كان بيقتلنى، أصعب حاجة في الدنيا إنك تعيش مع واحدة وانت شاكك فيها، وشاكك ان ولادك دول مش ولادك، بس لما قتلتهم ومرت سنين على قتلي ليهم، صورة بناتي، مش بتفارقني، مش عارف ازاي انا عملت فيهم كده، في أب يقتل ولاده ومراته ويحطهم في أشوله، ويحرقهم أنا مش بني آدم". وأضاف: "أنا لما شكيت في مراتي، كنت زي أي راجل بيغير علي مراته، بس مش عارف إيه اللي حولني لوحش كدة، بقيت شاكك في كل حاجة". وروى المتهم تفاصيل ارتكابه جريمته، قائلا : "في يوم 9 سبتمبر سنة 2011، كان الشيطان مسيطر عليا، وكانت الشكوك وصلت بيا لدرجة خطيرة، فقررت أني اقتل مراتي، وساعتها رجعت البيت وانا معايا مطرقة وضربتها بيها، وكتمت صوتها، وبعدين سمعت صوت بناتي بيعيطوا وهما لسه عندهم سنتين و3 سنين، محستش بنفسي غير وانا بضربهم هما كمان بالمطرقة لحد ما سكتوا خالص وماتوا، كنت وقتها شاكك إنهم مش ولادي، وإني مش أبوهم، وإن مراتي بتخوني، بس أنا دلوقتي مش شاكك غير في إنسانيتي". وتابع: "بعد كده طلبت من صاحبي مساعدتي وحطيت الجثث في اشوله وأجرنا عربية، وطلعنا بيهم علي كوبري العامية في كفر الدوار، وولعنا فيهم، عشان محدش يقدر يتوصل ليهم". وعقب اعتراف المتهم، خرجت مأمورية من ضباط إدارة البحث الجنائي بالإسكندرية، وتمكنت من إلقاء القبض على المتهم الثانى الذي اعترف باشتراكه مع المتهم الأول في ارتكاب الجريمة. وقال اللواء ناصر العبد، مدير مباحث الإسكندرية، "إن المتهم ظن أن جريمته قد دفنت بعد مرور أكثر من عامين عليها، وتخلصه من جثث زوجته وطفلتيه، لكن بمجرد تطوير التحريات حول الواقعة، كلف ضباط مباحث قسم الرمل، بتطوير مناقشة المتهم واستجوابه، إلى أن اعترف بارتكابه الجريمة". وأضاف " القضية جاءت بعد مرور سنوات على تخلص المتهم من الجثث في كفر الدوار، وعدم وجود أدلة مادية، أو خيوط للبحث الجنائي، لكن ضباط المباحث أثبتوا كفاءة واقتدار، وأنهم لا يغلقون ملفات القضايا العامة مهما مر عليها من زمن، فالمجرم يجب أن يقع في يد القانون". بالعرض على النيابة العامة قررت حبس المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات.