بادئ ذى بدء إن ردود أفعال المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها على الفيلم المسىء لصاحب المقام الكريم خير من دقت قدماه على الأرض محمد، صلى الله عليه وسلم، والتى انطوت على احتجاجات غاضبة ليست لأن نبى الأمة يحتاج إلى من يدافع عنه فقد كفاه الجبار -سبحانه- ذلك (إنا كفيناك المستهزئين). ولكنها تعبير عن مشاعر المسلمين الغاضبة تجاه هذه الإساءات الحقيرة لأشرف خلق الله قاطبة. يا أيها الطاعن الجبل العالى ليوجعه أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل كناطح صخرة يوماً ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل إنه محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الجبل الشامخ الذى شهد بفضله الخصوم قبل الأولى والأصحاب. محمد سيد الكونين والثقلين والفريقين من عرب ومن عجم فاق النبيين فى خلق وفى خلق ولم يدانوه فى علم ولا كرم إن هذا الخبث الدنىء وهذا العفن الردىء الذى يقتل من سم رائحته الجمادات قبل الأحياء الذى صدّره لنا الكلب العاوى الذى أساء لصاحب المقام العالى والذى يتعفف عن ذكر اسمه لسانى، هذا الطفل الأبله وليد الرذائل القزم النكرة اللقيط الوقح ابن الشمطاء وأخو الفعلة اللخناء كبير المارقين وأبوالضالين الكذاب الأشر اللعين التافه شيخ البلهاء وابن الحمقاء وأبوالمغفلين أعمى البصر والبصيرة. قوم إذا صفع الحذاء برأسهم صاح الحذاء بأى ذنب أصفع فلو حاول هذا اللقيط الداعر ومعه كل رويبضات البشر والخراف والحمر ما انتقصوا من قدر سيد المرسلين قطميراً ما يضر البحر أمسى زاخراً أن رمى فيه غلام بحجر هذا المجوف النخب الهواء الكذاب الأشر سخيف السخفاء عديم الحياء اللئيم النكرة ذو النهيق والنباح والعواء وربيب الخوار والثغاء الذى راح يرمى سيد ولد آدم بكل نقيصة والنبى منها براء. أتريد أن تضع الحبيب محمداً عن قدره اخسأ فذلك يصعب فأنى للبلهاء أن يحجبوا وجه الشمس أو يشوهوا وجه الجمال أو ينكروا من السماء نجومها أو يخفوا القمر بأكفهم فأخلاقه، صلى الله عليه وسلم، غزت القلوب بلطفه، وبكى البكاء لفقده وسيرته العطرة تتحدى كل متهم وتقسم ظهر كل من تعدى وظلم. فالشمس لا تخفى محاسنها وإن غطى عليها برقع الأنواء فأنى للقرعاء أن تسخر بالفرعاء؟! إن ما قام به هؤلاء الأحقاد الخبثاء الرمم الأنجاس كلاب الأرض وأقزامها الصعاليك الأذناب أبناء الرذيلة وأعداء الفضيلة الجرذان النتنة من الإساءة إلى صاحب المقام الرفيع سوف ترتد عليهم فى نحورهم الخبيثة سهاماً مسمومة تقطع أعناقهم الخبيثة ولا يضير نبينا الكريم منها أذى. وهل رمحك المهزوز إلا إبرة أمن الطعين بها من الإدماء لقد شهد بالفضل لنبينا الكريم المنصفون من غير المسلمين قبل الأتباع، فها هو مايكل هارت صاحب كتاب (العظماء مئة) الذى استعرض فيه أكثر مائة شخصية تأثيراً فى البشرية جمعاء، فقد وضع -وهو مسيحى- النبى العربى محمداً على رأس القائمة، وفى هذا يقول هارت، كما فى ترجمة أنيس منصور للكتاب: «لقد اخترت محمداً، صلى الله عليه وسلم، فى أول هذه القائمة، ولا بد أن يندهش كثيرون لهذا الاختيار ومعهم حق فى ذلك، ولكن محمداً، عليه السلام، هو الإنسان الوحيد فى التاريخ الذى نجح نجاحاً مطلقاً على المستوى الدينى والدنيوى، وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات، وأصبح قائداً سياسياً وعسكرياً ودينياً، وبعد 13 قرناً من وفاته فإن أثر محمد ما يزال متجدداً.. إلخ». هذه هى شهادة الكاتب الأمريكى مايكل هارت، وكان الأولى به -وهو مسيحى- أن يختار بولس أو يسوع على رأس المئة ولكنه محمد نبى الإسلام الذى انحنت وتدلت أعناق الباحثين والدارسين من غير المسلمين أمام سيرته العطرة وأخلاقه النبيلة التى فاقت كل وصف. وعلى تفنن مادحيه بوصفه يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف ولو أن المقام يحتمل لذكرت من شهادات غير المسلمين ما لم تتسع له الأوراق والأحبار فى وصف عظيم شيمه، صلى الله عليه وسلم. لكن بقى أن أدين أى اعتداء على السفراء والدبلوماسيين فى بلادنا، فهذا مجافٍ لكل الأعراف والقيم، ويجرمه الشرع، وقد نهى النبى الأكرم عن ذلك، وأرى أن العنف سيحقق أغراض هؤلاء الخبيثة، فهم يريدون أن يصلوا بنا بهذا الحدث الجلل إلى أعلى درجات الاستفزاز ليشوهوا وجه الإسلام الجميل أمام العالم، وأعتقد أن أكبر رد عملى على صنيعهم هذا هو الاحتجاجات المتحضرة وإنتاج أعمال فنية عالمية تشرح سيرة نبينا الكريم التى فاقت كل فاضل ونبيل وأن نتعامل بأخلاقه الفاضلة فى كل مكان، ووقتها (سيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون).