انطلقت رمزيا، انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020، مع بدء إدلاء ناخبي قرية صغيرة تدعى "ديكسفيل نوتش"، بأولى الأصوات بحلول منتصف ليل الثلاثاء، وهي القرية التي يبلغ عدد سكانها 12 شخصا، لتكتب نقطة الانطلاق الحاسمة لواحد من أعقد النظم الانتخابية حول العالم، بل وأكثرها إثارة، كما انطلقت رسميا في ولاية فيرمونت في شمال شرقي الولاياتالمتحدة. وتشهد انتخابات أمريكا هذه المرة أجواء غير مسبوقة احتدمت فيها المنافسة بين مرشح الحزب الجمهوري الرئيس الحالي دونالد ترامب الذي يطمح إلى ولاية ثانية، ومنافسه الديمقراطي جو بايدن الطامح إلى ولاية ثانية يرد بها اعتبار الحزب بعد هزيمة مباغتة للديمقراطيين أمام "ترامب" في انتخابات 2016. وتنطلق الانتخابات الأمريكية بعد ساعات رسميا لحسم الفائز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وشاغل "البيت الأبيض" فيما يعرف ب"الثلاثاء الكبير" حيث تجرى الانتخابات في أول يوم ثلاثاء بعد أول يوم اثنين من شهر نوفمبر. لكن "الثلاثاء الكبير" هذه المرة هناك جدلا حول أهميته، بسبب الأرقام القياسية التي بلغها التصويت المبكر عبر البريد في ظل المخاوف من فيروس كورونا المستجد، ليضيف تعقيدا جديدا إلى تعقيدات النظام الانتخابي الأمريكي.
وترصد "الوطن" في الأسطر القادمة أهم وأبرز الأسئلة حول انتخابات الرئاسة الأمريكية. س 1: كم عدد مرشحي الرئاسة الأمريكية؟ ج: 6 مرشحون، اثنان يعرفهم الجميع وهما دونالد ترامب وجو بايدن، و4 آخرين هم هاوي هوكينجز أحد مؤسسي حزب الخضر، والناشطة الاشتراكية جلوريا لاريفا، ومدرس يدعى برايان كارول، جو يروجنسن سياسية أمريكية مرشحة للرئاسة عن الحزب الليبرتاري. س 2: كيف يتم اختيار نائب الرئيس الأمريكي؟ ج: نائب الرئيس ينتخب مع المرشح الرئاسي، فكل مرشح يختار مع نائبا، واختار ترامب مايك بنس نائبه الحالي، فيما اختار جو بايدن سيدة هي كامالا هاريس نائبة له. س 3: كيف تتم عملية انتخاب الرئيس الأمريكي؟ ج: تجرى الانتخابات كل أربع سنوات، والنظام الانتخابي الأمريكي من الأنظمة المعقدة، إذا يتم يتم انتخاب مرشحي الأحزاب أولا داخل كل جزب من خلال الانتخابات التمهيدية يصوت فيها أعضاء الحزب بكل ولاية. واستقرا الحزبان الكبيران الجمهوري على ترامب والديمقراطي على جو بايدن ثم تجرى انتخابات عامة لاحقا يصوت فيها المواطنون بكل ولاية لمندوبي الحزبين في المجمع الانتخابي. س 4: ما هو المجمع الانتخابي؟ ج: المجمع الانتخابي توكل إليه مهمة اختيار الرئيس مباشرة وليس الشعب، ويتكون المجمع من مجموعة من المندوبين تنتخبهم الأحزاب في كل ولاية، ويكون عددهم معبرا عن الوزن العددي والسكاني لكل ولاية، والتي يعبر عنها عدد نواب الولاية في الكونجرس، فمثلا ولاية مثل فلوريدا لديها في المجمع الانتخابي 29 مندوبا ما يعني 27 نائبا بمجلس النواب بالإضافة لمندوبين يمثلان عضوي الولاية في مجلس الشيوخ. س5: كيف يتم احتساب الأصوات؟ ج: يمكن القول إن النظام الانتخابي الأمريكي يخضع لقاعدة الفائز يربح كل شيء، أي أن المرشح الذي يحصل على أعلى أصوات في انتخابات الولاية حتى لو بفارق ضئيل جدا يحصد على الفور جميع أصواتها في المجمع الانتخابي بالكامل لصالحه وليست مقسمة نسبة وتناسب باستثناء ولايتين. س 6: كم عدد الأصوات التي يحتاجها المرشح في المجمع الانتخابي للفوز؟ ج: يتكون المجمع الانتخابي من 538 مندوبا يعبرون عن الولايات بالكامل ب 535 بالإضافة إلى 3 لمقاطعة كولومبيا التي تضم واشنطن العاصمة، والمرشح الفائز عليه الحصول على 270 من أصوات المجمع الانتخابي، حينها يكون هو المرشح الفائز لينتظر لاحقا اعتماد الكونجرس النتيجة رسميا. س 7: هل يمكن أن يصوت مندوب بالمجمع الانتخابي عن ولاية ما عكس التصويت الشعبي للولاية؟ ج: ليس هناك ما يلزم المندوبين في المجمع الانتخابي بالتصويت للمرشح الفائز شعبيا بأصوات الولاية، وبالتالي هنا تبرز ظاهرة ما يسمى ب"الناخب الخائن" وهو المندوب الذي يصوت لمرشح آخر في المجمع الانتخابي غير الذي اختارته الولاية. لكن ربما لم يحدث ذلك إلا مرة واحدة، إذ أن المتعارف عليه أن المرشح الفائز بالتصويت الشعبي للولاية يحصد على الفور أصواتها بالكامل في المجمع الانتخابي. س 8: لمن يصوت الناخب الأمريكي في بطاقة الاقتراع؟ ج: الحقيقة أن الناخب الأمريكي لا يصوت في ورقة الاقتراع لأي من المرشيحن مباشرة، بل يصوت لمجموعة المندوبين الذين وعدوا بالتصويت لمرشحهم عبر المجمع الانتخابي. س 9: هل هناك عقوبة على "الناخب الخائن" في المجمع الانتخابي؟ ج: قانونيا لا يوجد أي عقوبات، لكن الناخب الخائن في بعض الولايات يوصف بأنه "عديم الولاء"، ولهذا نجد أن هناك 24 ولاية وضعت إجراءات عقابية للمندوب الذي يصوت في غير اتجاه المرشح الذي انتخب شعبيا في الولاية. س 10: ما هي الحالة الوحيدة التي يصوت فيها الناخب لمرشحه مباشرة؟ ج: يحدث ذلك في حالة واحدة فقط وهي عدم وجود اسم المرشح في بطاقة الاقتراع، حين يحق للناخب كتابة اسم مرشحه مباشرة، وعادة ما يحدث ذلك عندما يتعلق الاختيار بأحد مرشحي الأحزاب الصغيرة؟ س 11: ماذا لو لم يحصل أي من المرشحين على 270 من أصوات المجمع الانتخابي؟ ج: حدث ذلك مرتان في تاريخ الولاياتالمتحدة في انتخابات عام 1800 وفي انتخابات عام 1824، وفي هذه الحالة تم اللجوء إلى التعديل ال 12 بالدستور الأمريكي، حيث تذهب هنا مهمة انتخاب رئيس الولاياتالمتحدة إلى مجلس النواب، وتمثل كل ولاية بصوت واحد فقط لاختيار الرئيس، بينما يختار مجلس الشيوخ نائب الرئيس وتمثل كل ولاية بصوت واحد. س 12: ماذا لو لم يستقر مجلس النواب على رئيس بحلول 20 يناير الموعد المحدد لتعيين الرئيس الجديد؟ ج: يخضع هذا الأمر للتعديل ال 20 من الدستور الأمريكي، حيث يتولى نائب الرئيس الجديد حال الاستقرار عليه رئاسة البلاد بشكل مؤقت، وفي حال أيضا لم يوفق مجلس الشيوخ في اختيار نائب الرئيس بحلول يوم 20 يناير سيكون على الكونجرس اختيار من يدير البلاد. س 13: هل يمكن أن يكون مرشح حصل على أعلى الأصوات شعبيا ولا يفوز بالرئاسة؟ ج: نعم، وهذه واحدة من أسوأ سلبيات النظام الانتخابي الأمريكي، إذ أنه وفقا لقاعدة الفائز في التصويت الشعبي حتى لو بفارق ضئيل يحصد جميع أصوات الولاية في المجمع الانتخابي وليس على أساس نسبة وتناسب، فإن ذلك يحدث مجموعة من الأصوات المهدرة لحساب المرشح الخاسر من المجمع الاننخابي التي تتسبب في فروق يمكن تجميعها على مستوى الولايات جميعا لو حسبت بالتصويت الشعبي المباشر لكل الولايات لأصبح المرشح الخاسر هو الفائز بالرئاسة. وقد حدث ذلك في تاريخ الولاياتالمتحدة 5 مرات آخرهم كان الرئيس الحالي والمرشح دونالد ترامب والذي كانت هيلاري كلينتون تتفوق عليه بقرابة 3 ملايين صوت، لكنه فاز بعد أن حصد ولاية فلوريدا التي منحته 29 صوتا إضافيا في المجمع الانتخابي. س 14: هل يمكن التصويت قبل الموعد المحدد رسميا للانتخابات وهو اليوم؟ ج: نعم، التصويت المبكر ظاهرة متعارف عليها في الولاياتالمتحدة، ويتم في يوم واحد أو عدة أيام مسبقة من يوم الثلاثاء الكبير، والهدف منه توسيع المشاركة الشعبية ويكون عبر البريد أوالتصويت شخصيا في مراكز اقترع مخصصة لذلك. والمفاجأة هذه المرة في الانتخابات هو الرقم القياسي للتصويت المبكر، حيث أن هناك تحو 98 مليونا قاموا بذلك أي نحو 70% من الناخبين الذين صوتوا في الانتخابات الماضية. س 15: هل يمكن أن يتأخر إعلان نتائج التصويت؟ ج: نعم، وخصوصا هذه المرة في ظل العدد الكبير لمن صوتوا عبر البريد في ظل جائحة فيروس كورونا وهؤلاء سيأخذ فرز أصواتهم وقتا كبيرا.