"اتفقنا على نص أرنب نقسمه".. اعترافات متهمين بخطف طفل مقابل فدية بسوهاج

في الغرفة الضيقة المهجورة الواقعة بإحدى المناطق الجبلية بمركز أخميم محافظة سوهاج، كان الطفل محمد يجلس القرفصاء، خائفا مرعوبا جائعا قبل أن يدخل عليه أحدهم فيهرول إليه الطفل مستغيثا، "جعان وعاوز أروح يا عمو"، ليرد عليه الداخل: "لما أبوك يدفع".
الواقعة سطرتها تحريات قطاع الأمن العام، تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد وزير الداخلية للقطاع، حول جريمة اختطاف طفل وطلب فدية 500 ألف جنيه.
المتهم، عقب إلقاء القبض عليه، وإحالته إلى النيابة، تبين أنه تربطه صلة قرابة بالطفل، ليعترف بارتكابه جريمة الخطف، مشيرا إلى أنه كان يعاني ظروفا مادية صعبة فاتفق مع صاحب توك توك لخطف الطفل.
"إيه رأيك فى نص أرنب نقسمه سوا".. سال لعاب سائق التوك التوك وفقا لما جاء على لسان المتهم، فلم يبد اعتراضا عندما أخبره بأنهما سيربحان نصف مليون جنيه عن طريق خطف المجني عليه وطلب فدية من والده الثري تقدر بنصف مليون جنيه وإلا إلقاء الطفل لذئاب الجبل.
"خطفناه في التوك توك"، بهذه الكلمات أقر المتهم بطريقة خطف الطفل الذي استدرجه في الشارع بحجة "هنعلمك تسوق التوك التوك"، ثم خطفا الطفل وفرا هاربين وأخفياه فى غرفة بالجبل ثم اتصل من رقم مجهول بخال الطفل وطلب فدية نصف مليون جنيه.
"بس بلغ الحكومة"، هكذا حكى المتهم عما حدث في أعقاب الاتصال حيث أبلغ والد الضحية الشرطة التي كشفت هويته وتم ضبطه وتحرير الطفل.
وذكرت التحريات، أنه تبلغ لمركز شرطة أخميم بمديرية أمن سوهاج من ربة منزل مقيمة ببندر أخميم بغياب نجلها البالغ من العمر 6 سنوات عن المنزل، وتلقى شقيق المبلغة اتصال هاتفي من شخص مجهول يفيد بتواجد نجل شقيقته طرفه وطلب منه مبلغ مالي قدره (نصف مليون جنيه) نظير إطلاق سراحه.
تم تشكيل فريق بحث جنائي بمشاركة قطاع الأمن العام وإدارة البحث الجنائى بمديرية أمن سوهاج توصلت جهوده إلى أن وراء ارتكاب الواقعة شخصان عامل وتربطه صلة قرابة بالطفل – له معلومات جنائية، سائق توك توك مقيمان بدائرة المركز حيث اتفق المتهمان فيما بينهما على خطف الطفل ليتحصلا على فدية مالية مقابل إعادته لأسرته، مستخدمين في ذلك مركبة التوك توك قيادة الثاني، وإخفاء الطفل في إحدى الغرف داخل محجر بالمنطقة الجبلية بدائرة المركز.
وعقب تقنين الإجراءات تم استهداف المكان المشار إليه، وأمكن ضبط المتهمين ومركبة "التوك توك" المستخدمة في الواقعة وتحرير الطفل المختطف دون تعرضه لثمة مكروه، وبمواجهتهما اعترفا بارتكابهما الواقعة للحصول على مبلغ الفدية من أهلية الطفل نظير إطلاق سراحه.