سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أسيوط تبكى الشهيد «إسلام» بمشاركة قيادات الجيش.. ووالد الشهيد: «دم ابنى مش هيروح هدر» الأهالى توافدوا على منزل الأسرة للعزاء.. وشقيقه: أخى استشهد من أجل حماية البلد
اتشحت عزبة الشيخ شحاتة، أصغر قرى مركز ساحل سليم بأسيوط، بالسواد، اليوم، حزناً على شهيد الواجب إسلام رشاد زكى، الذى ارتقى إلى ربه شهيداً إثر استهدافه وخمسة من زملائه الضباط والجنود من قبَل عصابات التهريب المسلحة على الحدود الغربية وتحديداً فى واحة الفرافرة بالوادى الجديد. فى منزل بسيط، لأسرة متوسطة الحال، بإحدى قرى ساحل سليم، توافد الأهالى فى أفواج لعزاء أسرة الشهيد عقب تشييع جثمانه لمثواه الأخير، وقال رشاد زكى، 47 سنة، والد الشهيد، بصوت مبحوح وعينين مرهقتين من البكاء: «دم ابنى مرحش هدر، ليه نصيب كبير عند ربنا سبحانه وتعالى.. أول ما وصلنى الخبر وقعت من طولى، ولمدة ساعة عجزت قدماى عن حملى، إسلام ابنى الأكبر وأعز أبنائى وسندى فى الدنيا، ربنا يرحمه وينزله منزلة الشهداء». وأضاف الأب المكلوم: «كنت بجهز الشقة اللى هيتجوز فيها، الإجازة الماضية اشتغل طول الأسبوع عشان يعطينى فلوس قبل ما يسافر، أقوله يابنى حرام عليك نفسك، رفض وأوصانى على أخواته وأخليهم يحبوا البلد». وتابع: «كان يتصل بى يومياً، وكان موعد إجازته يوم استشهاده، ولكنه لم يتصل بى وانشغل قلبى عليه فجر السبت وانهالت علىَّ الوساوس والظنون التى صدقت حينما جاءنى محمولاً فى نعشه الملفوف بعلم مصر». وطالب والد الشهيد قيادات الجيش بالثأر لمقتل نجله وزملائه، ووجه رسالة إلى قيادات الجيش قال فيها: «حافظوا على هيبة الجيش بالثأر، ولا تضيعوا دم أولادنا هدراً». فيما جلست والدة الشهيد منهارة وسط نساء القرية، وما زالت تحت تأثير صدمة الخبر، واكتفت بترديد تلك الكلمات: «قتلوك يا إسلام عشان انت أطيب واحد فى الدنيا». وقال عم الشهيد: «اتصل بنا العميد أحمد هاشم، وقال لنا البقاء لله إسلام فى ذمة الله، توجهنا إلى مطار أسيوط العسكرى وهناك انتظرنا حتى وصل اللواء يحيى طه، رئيس المنطقة الجنوبية العسكرية، وعدد من القيادات، ووصل جثمان الشهيد إسلام فى طائرة هيلكوبتر، وبدأت مراسم الجنازة العسكرية، وبعدها انتقلنا بالجثمان إلى المنزل، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة وقمنا بدفنه بعد العشاء وأقمنا الجنازة الشعبية». وأضاف عم الشهيد: إسلام، 22 سنة، لديه 5 من الأخوة الأولاد وبنتان، ووالدهم مزارع، وظروفه المادية بسيطة ونطالب القوات المسلحة باستخراج معاش لهم لإعانة والده لأن إسلام كان يساعده فى أعباء المعيشة. وقال محمد، شقيق إسلام الأصغر: «قيادات الجيش شاركونا عزاء إسلام فى المطار الحربى لمحافظة أسيوط، لأن إسلام استُشهد من أجل أمن وسلامة هذا البلد»، متسائلاً: أليس من حقه أن يلقى بعد وفاته تكريم قيادات البلد الذى مات من أجله؟ حتى الآن أسيوط لا تعرف أن هناك شهيداً من أجل الواجب، استُشهد من أجل حماية مصر من عصابة تهريب السلاح والمخدرات. الجدير بالذكر أن جميع الجهات الرسمية والحكومية أخفت خبر وصول جثمان الشهيد لمحافظة أسيوط، وأن أغلب الأجهزة الرسمية والتنفيذية فى المحافظة لم تعلن عن وجود شهيد من أسيوط، فى حادث الفرافرة، كما لم تشارك القيادات التنفيذية فى مراسم تشييع الجثمان.