كانت الدموع كثيرة فى الأيام القليلة الماضية، انهمرت بسبب المشهد العام بعد الفيلم المسىء للرسول الكريم، ولأن مصباحاً مضيئاً فى سماء الفن رحل إلى رحاب الله، هو الفنان المبدع مخرج الروائع الدرامية إسماعيل عبدالحافظ.. غطت الدموع على الفرحة التى برقت فى الأفق ببراءة الفنان عادل إمام من تهمة ازدراء الأديان التى حاول إلصاقها به بعض الباحثين عن الشهرة، حيث إنهم يعرفون، مثلما نعرف، أن الزعيم لم يزدرِ الأديان يوماً بل انتقد المتاجرين بها ومن يستغلون الأديان لتعطيل العقول، ونعود إلى المشهد الذى سجله العالم بأسره وكان فيه غاضبون مسلمون ومسيحيون احتجاجاً على المبدأ ذاته.. أى عدم احترام عقائد الآخرين والنيل من معتقداتهم بأساليب سخيفة ومنحطة، نحتاج إلى جدية وذكاء وتجرد لنعرف أبعادها والقصد منها.. وأعتقد أن أهم ما يمكن أن نقنع به العالم للتعاطف مع قضايانا أن نقدم لهم النموذج والمثال.. فنذكرهم بأن «الشيخ؟!» أبوإسلام وفور أن مزق الإنجيل، كما هو معروف الكتاب المقدس لأتباع الديانة المسيحية، وقوله: فى المرة القادمة سأحضر حفيدى لكى يتبول عليه أمام الكاتدرائية!! قد أُلقى القبض عليه وقُدم للمحاكمة ليس بتهمة ازدراء الأديان فحسب، بل كذلك لتحريضه على الفتنة الطائفية، التى يسعى أعداء مصر جاهدين لإشعالها، إذ صرح الشيخ بأنه يقول لمن يؤكد أن المسيحيين لا يحاسبون على فعل غيرهم.. خلوا عندكم دم!! وعلى ما أذكر فلقد حاول جورج بوش الابن والرئيس الأمريكى الأسبق أن يبعث برسالة مماثلة لدى الحادث الإرهابى الذى أودى بحياة نحو ثلاثة آلاف بنى آدم معظمهم من الفقراء فى تفجير برجى التجارة بنيويورك.. ألقى بوش بتبعات الحادث الإرهابى على جميع المسلمين والبقية معروفة ولا نزال نعانى من آثارها فى العراق وأفغانستان وغيرهما، وشيخ آخر يحذر النصارى فى جميع دول العالم من غضبة المسلمين إذا تعرضوا لأذى!!.. وكأننا لا نتعرض يومياً للأذى بجميع أشكاله فى أدق تفاصيل حياتنا وكأن الاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل!! ليس فى أدراج المرشحين للرئاسة وما على الفائز إلا تقديم تسجيلات لما جرى فى ليبيا وجريمة قتل السفير «الذى بالمناسبة كان متعاطفاً مع القضايا العربية» وفى السودان واليمن ومصر، حيث يتم ازدراء الأديان ليل نهار ويتواصل التحريض على الفتنة الطائفية يومياً، دون رادع أو حساب.. فماذا لو قدم المسيئون السفلة أشرطة مسجلة لاحترام شيوخنا للعقائد السماوية وتأكيداً لقوله تعالى: «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».. و«لكم دينكم ولى دين»؟.. لقد نبهت مثل غيرى كثيرين إلى أننا لا نملك أدوات غضبنا ونحن نستورد كل شىء من عند الكفرة وهو ما يمكن تلخيصه فى تغريدة للشباب: قبل أن تنزع العلم الأمريكى من فوق سطح السفارة، انزعه من فوق سطح القمر! وابدأ بنفسك فى احترام الأديان.. كل الأديان!! كما يطالب الإسلام!