«سمعونا زغرودة بالصلاة على النبى».. أبطال البارالمبية «فرحانين»

للمصريين طقوس لا يقوم بها غيرهم، فى الفرح والحزن وحتى اللعب، وإن ابتعدوا عن أرض مصر؛ ففى بطولة كأس الأمم الأفريقية 2010 كان السجود عادة اللاعبين عقب كل هدف، فأُطلق اسم منتخب الساجدين على لاعبى الفراعنة، وكذلك كانت كلمات الكابتن حسن شحاتة فى نهائى البطولة مثار حديث الجميع حين قال: «يا حبيبى يا رسول الله»، الأمر ذاته ينطبق على أبطال مصر ال15 الحاصلين على ميداليات رفعت رأس بلادهم عاليا خلال مشاركتهم فى بارالمبياد لندن 2012، فكانت الزغرودة تعبيرا من بطلة رفع الأثقال عن بهجتها، ونداء لآخر بالحرف الأول من اسمه فألا حسنا لفوزه بالذهبية.
قبل سفر البعثة بأسبوع أصيبت هبة سعيد، لاعبة رفع الأثقال فى المنتخب القومى، بشد فى وتر الكتف، وحين جاءت اللحظة الحاسمة داخل صالة الألعاب الأولمبية بلندن قُطع الوتر نهائيا فيما لم يمنع ذلك صاحبة ال31 عاما من العزيمة على رفع 145 كيلوجراما، فكانت الميدالية الفضية لها ولمصر بعد تحقيقها ذهبيتين فى أثينا وبكين على التوالى، فى البداية ظن رفقاء البعثة أن «هبة» ستحزن على عدم تحطيمها لرقمها السابق ففاجأتهم لحظة صعودها منصة التتويج بزغرودة رجّت أرجاء المكان فتهللت أساريرهم «أنا متعودة على طول أزغرد لكل واحد بيكسب فى أصحابنا، وهى طلعت منى بشكل عفوى عشان ما كنتش مصدقة كرم ربنا بفوزى رغم الإصابة الشديدة».. الحالة التى أحدثتها هبة فى البعثة صارت حديث المصريين الموجودين بلندن «كانوا بيسألوا علىّ بالاسم ويقولوا عايزين البطلة اللى زغردت»، عماد بهجت مدرب فريق رفع الأثقال يرى أن أفضل ما فى البعثة هو تعامل اللاعبين بطبيعتهم وحبهم الشديد لبعضهم.
الأمر ذاته ينطبق على هانى عبدالهادى، صاحب الرقم القياسى فى رفع الأثقال، الذى لم يغير عاداته منذ تعلم اللعبة، فى تلك اللحظة وجّه رأسه للسماء بدعاء للرحمن: «يا رب قوينا واسترها معانا»، بعدها يأتيه نداء من شريف عثمان، صاحب الذهبية ورفيقه فى الغرفة وصديق عمره، بصيحة ينطق فيها الحرف الأول من اسمه يا «H»، بعدها يقترب بصدره من تلك القطعة الحديدية وتلمع عيناه بحلم يراه قريبا، صلى على النبى المصطفى وأتمها بزفرة: «يا رب»، عندها كان قد مر من الدقيقتين المسموح له فيهما ببدء اللعب أكثر من 70 ثانية، غير أن ثقته فى الله كانت أكبر، فكانت الصلاة على النبى البداية فى الحصول على الميدالية الذهبية ضمن 11 لاعبا فى رفع الأثقال فقط احتفلوا جميعا على طريقتهم وغلفت فرحتهم زغرودة من «هبة».