اعتبر عدد من الخبراء، اليوم، أن الحرب التي أعلنتها نيجيريا وجاراتها على جماعة (بوكو حرام) يمكن أن تنجح، إذا توافرت لها الوسائل الموعودة مع تعبئة كبرى ضد هذه الجماعة الإسلامية المتطرفة. واعتبر دابو توماس أستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية لاجوس، أن الاتفاق الذي توصل إليه القادة الأفارقة، أثر قمة باريس وينص على بناء تعاون عسكري إقليمي في الحرب على بوكو حرام من شأنه أن يغير الوضع، مؤكدا أن الاتفاق يمكن أن يقضي على تهديد "بوكو حرام"، إذا تم تطبيقه بشكل فاعل، وأوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية لاجوس، أن الأمر يتطلب أن ينحي القادة الأفارقة خلافاتهم الفردية. وشدد البروفيسور دابو توماس، على أهمية البعد الإقليمي؛ لأن نيجيريا لا تملك الوسائل لشن هذه المعركة وحدها، فهي في حاجة إلى تعاون الدول المجاورة في مكافحة (بوكو حرام). واستنادا إلى هذا الخبير فقد تأكد، أن مقاتلي بوكو حرام اعتادوا اجتياز الحدود لوضع أنفسهم في منأى بعد ارتكاب اعتداءاتهم، مضيفا "ليس من قبيل الصدفة أن تكون كل هجمات (بوكو حرام) في أماكن قريبة من الحدود"، مؤكدا أن عملية عسكرية مشتركة على الحدود ستساعد كثيرا في احتواء هذه الهجمات. من جانبه، قال مدير إدارة العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة "إيبادان" نوليس أوسيسيوما، إنه ينبغي قبل كل شيء أن تكون هناك إرادة سياسية مشتركة. وعلى الصعيد العسكري شدد البروفيسور أوسيسيوما على أنه سيكون على القادة الأفارقة التغلب على مشاكل لوجستية وتقاسم المعلومات الاستخباراتية، مشيرا إلى أن نيجيريا تملك الوسائل العسكرية لمحاربة (بوكو حرام)، وما ينقصها هو المعلومات الاستخباراتية. وذكر مدير إدارة العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة "إيبادان"، أن هناك ضرورة عدم استبعاد الحوار مع المتمردين، وقال: إن الأزمة ما كانت لتصل إلى هذه النقطة لو تفاوضت الحكومة منذ البداية مع الحركة المتمردة في 2009. بدوره، اعتبر رئيس تحرير صحيفة "زيس داي" النيجيرية سايمون كولاوالي، أنه من العار انتظار وقوع حادث مأسوي مثل خطف التلميذات حتى يقرر قادة المنطقة العمل معا. وقال كولاوالي: إن الرئيس جودلاك جوناثان طلب بالفعل في السابق وساطة الرئيس فرنسوا أولاند لإقامة حوار مع جيراننا الناطقين بالفرنسية، لكن أن يأتي الشيء متأخرا أفضل من أن لا يأتي على الإطلاق، مشيرا إلى أن المطلوب الآن وضع استراتيجية وأن تتعهد الدول المشاركة فعليا في الحرب.