جددت المؤسسات الدينية دعوتها للمتعافين من وباء كورونا للتبرع ببلازما دمهم لمساعدة المصابين، سيما الحالات الحرجة؛ نظرا لما تحتوي عليه بلازما المتعافي من أجسام مضادة للفيروس قد تسهم بشكل كبير في تحسن تلك الحالات، خاصة مع الشواهد البحثية في العديد من دول العالم. وقال الأزهر الشريف، أن استجابة المتعافين واجب كفائي إن حصل ببعضهم الكفاية، وبرئت ذمتهم، وإن لم تحصل الكفاية إلا بهم جميعا تعين التبرع بالدم على كل واحد منهم وصار في حقه واجبا ما لم يمنعه عذر، وإن امتنع الجميع أثم الجميع شرعا، وذلك لما في التبرع من سعي في إحياء الأنفس، وامتناع المتعافي عن التبرع مع قدرته فشح نفس، وضعف يقين، وأثرة وأنانية، ولا شك هي أمور مذمومة، مذموم من اتصف بها آثموأهاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بالمتعافين أن يتنافسوا في أداء هذه الفريضة ونيل أجرها العظيم؛ فقد اختصهم الله سبحانه بفضله، وشملهم بلطفه، وجزاء الإحسان عند الله إحسان. فيما دعت دار الإفتاء المصرية لأخذ "بلازما الدم" من المتعافين من "فيروس كورونا المستجد" للمساعدة في علاج المرضى الحاملين له؛ وأن علي المتعاطفين تحمل المسؤولية المجتمعية التي تقع على كاهلهم للقضاء علي هذا الفيروس، ويثاب الشخص المتعافي على تبرعه. وأكدت الدار أن أخذ "البلازما" من المتعافين للمشاركة في حقن المصابين هو من باب إحياء النفس الوارد في قوله تعالى: ﴿ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا﴾ وهو أيضا من باب التضحية والإيثار اللذين أمر الله تعالى بهما وحث عليهما في قوله سبحانه: ﴿ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة﴾. وبينت أن علاج المرضى وإنقاذ المصابين وإغاثة الملهوفين والمنكوبين من الواجبات الأساسية على المسلمين؛ لأنها تعد أهم الضروريات المقاصدية الخمس التي قام على أساسها الشرع الشريف، وهي ضرورة حفظ النفس؛ حيث إنها تدخل دخولا أساسيا في حفظها، مشيرة إلي أن امتناع المتعافين من "فيروس كورونا المستجد" من أخذ البلازما يفوت به إنقاذ من أشرف على الهلاك أو خيف من تدهور حالته.