مع اقتراب ذكرى الأربعين لضحايا خلافات العنف القبلي، في قرية الدابودية، بين عائلتين إحداهما نوبية والأخرى عربية، كشف رئيس النادي النوبي السابق، محمد عدلان، أن مسار المصالحة بين العائلتين يواجه عدة معوقات، مضيفًا في حواره مع صحيفة "الجريدة" الكويتية، أن أبرز هذه المعوقات إلقاء وزارة الداخلية القبض، بشكل عشوائي، على عدد من أعضاء لجنة المصالحة، ما يعرض اتفاق المصالحة للانتهاء. وأوضح عدىن، أن هناك هدوءًا حذرًا في أسوان بعد أحداث قرية "الدابودية"، مشيرًا إلى أنه قبل أيام أحرقت الهلايلة منزل شخص نوبي، من قبيلة الدابودية، وسرقت كل محتوياته، وتحاول الدابودية التمسك بالهدنة ومحاولات الصلح، لكن الهلايلة ينتهكون الاتفاقيات من وقت لآخر، وما يزيد الأمر تعقيدًا أن هناك حملات قبض عشوائية من الشرطة لبعض شيوخ لجنة المصالحة، دون إبداء أسباب، آخرها القبض على عم آدم (70 عامًا)، وقبله 3 عجائز، والتهم الموجهة إليهم هي التحريض والضرب. وأضاف، أن لجنة المصالحة لا تمتلك الخبرة الكافية لتقدير الديّة اللازمة لأهالي الضحايا، وربما لذلك تم تغييرها خلال الأيام الماضية، لكن ما اتفقوا عليه حتى الآن هو تقدير ديّة المرأة بديّة 4 رجال، حيث إن القتل والخلافات جديدة على المواطنين النوبيين، لهذا لم تتمكن اللجنة من أداء عملها على أكمل وجه حتى الآن، الأمر الذي يضع الهدنة على المحك. وعن لقائهم مع المشير عبدالفتاح السيسي، قال عدلان، إنه اتصل به أحد المسؤولين في حملة "السيسي" للتنسيق بين النوبيين، وبالفعل قام بالاتصال ببعض الشخصيات النوبية المخلصة، وحضروا في أحد الأماكن بأسوان، وفي البداية طرح معهم "السيسي" أزمة النوبة الأخيرة وتناقش في سبل حل الأزمة. وتابع، "أكد السيسي خلال حديثه معنا على ضرورة التصالح بين الطرفين، وشعرنا من اللحظة الأولى في اللقاء أنه رجل دولة، وقادر على تحمل المسؤولية، ما جعلنا نثق به أنه لم يعدنا بأي شيء، وكل ما كان يؤكده هو أنه لن يتمكن من تحقيق أي شيء بدون تعاوننا"، مشددًا على ضرورة تفعيل الدستور وإعادة النوبيين المهجرين إلى موطنهم. أشار عدلان، إلى أن لقاؤهم بالسيسي كان 2 أبريل الماضي، أي قبل اندلاع الأحداث بثلاثة أيام تقريبًا بين الدابودية والهلايلة، إضافة إلى أن هناك ملاحظة أخرى هي أن الإخوان في أسوان توقفوا عن التظاهرات، حيث كان يتردد أن الهلايلة هي التي تقف وراء حماية تظاهراتهم، بما تملكه من أسلحة ثقيلة وخفيفة. وأردف عدلان، "دعوات الانفصال تأتي نتيجة انفعال أو غضب من الشباب النوبي الذين يعانون التهميش، لكنها ردود أفعال غاضبة ومؤقتة، حيث إن الانفصال خيانة، أما حركة كتالة فليست صناعة أمنية، كما أشيع وقتها، بل حركة تكونت للرد على الإخوان وتجاوزاتهم بحق النوبيين، خاصة عندما أطلق عليهم عصام العريان (غزاة)، والرئيس المعزول أطلق عليهم في الإسكندرية اسم (الجالية النوبية)".