قال رئيس النادي النوبي السابق محمد عدلان، في حوار مع "الجريدة" الكويتية، إن الهدوء الحذر يسود أسوان، وفقا للهدنة التي تم عقدها بين قبيلي "الهلايلة والدابودية"، كاشفا عن إحراق الهلايلة منزل شخص نوبي، من قبيلة الدابودية، وسرقة كل محتوياته قبل أيام. وأشار عدلان، إلى أن "الدابودية" تحاول التمسك بالهدنة ومحاولات الصلح، لكن الهلايلة ينتهكون الاتفاقيات من وقت لآخر، وما يزيد الأمر تعقيدا أن هناك حملات قبض عشوائية من الشرطة لبعض شيوخ لجنة المصالحة، دون إبداء أسباب، آخرها القبض على "عم آدم" الذي يبلغ 70 عاما، وقبله 3 عجائز، والتهم الموجهة إليهم هي التحريض والضرب. وأضاف عدلان، أن لجنة المصالحة لا تمتلك الخبرة الكافية لتقدير الدية اللازمة لأهالي الضحايا، وربما لذلك تم تغييرها خلال الأيام الماضية، لكن ما اتفقوا عليه حتى الآن هو تقدير دية المرأة بدية 4 رجال، حيث إن القتل والخلافات جديدة على المواطنين النوبيين، لهذا لم تتمكن اللجنة من أداء عملها على أكمل وجه حتى الآن، الأمر الذي يضع الهدنة على المحك. وبسؤاله عما جرى في لقائهم مع المشير عبدالفتاح السيسي قال: "اتصل بي أحد المسؤولين في حملة السيسي للتنسيق بين النوبيين، وبالفعل قمت بالاتصال ببعض الشخصيات النوبية المخلصة، وحضرنا في أحد الأماكن بأسوان، وفي البداية طرح معنا السيسي أزمة النوبة الأخيرة، وتناقش في سبل حل الأزمة، وأكد السيسي ضرورة تصالح الطرفين، وشعرنا من اللحظة الأولى في اللقاء أنه رجل دولة، وقادر على تحمل المسؤولية، وما جعلنا نثق به أنه لم يعدنا بأي شيء، وكل ما كان يؤكده هو أنه لن يتمكن من تحقيق أي شيء بدون تعاوننا، مشددا على ضرورة تفعيل الدستور، وإعادة النوبيين المهجرين إلى موطنهم". وبشأن ما تردد بأن هناك علاقة بين لقائهم بالمشير وأحداث "الدابودية" قال: "لقاؤنا بالسيسي كان يوم الثلاثاء 2 أبريل الماضي، أي قبل اندلاع الأحداث بثلاثة أيام تقريبا بين الدابودية والهلايلة، إضافة إلى أن هناك ملاحظة أخرى هي أن الإخوان في أسوان توقفوا عن المظاهرات، حيث كان يتردد أن الهلايلة هي التي تقف وراء حماية مظاهراتهم، بما تملكه من أسلحة ثقيلة وخفيفة". وأشار إلى أن دعوات انفصال النوبة، تأتي نتيجة انفعال أو غضب من الشباب النوبي الذين يعانون التهميش، لكنها ردود أفعال غاضبة ومؤقتة، حيث إن الانفصال خيانة، أما حركة كتالة فليست صناعة أمنية، كما أشيع وقتها، بل حركة تكونت للرد على الإخوان وتجاوزاتهم بحق النوبيين، خاصة عندما أطلق عليهم عصام العريان "غزاة"، والرئيس المعزول محمد مرسي أطلق عليهم في الإسكندرية اسم "الجالية النوبية".