لا أستطيع التنفس"، عبارة كانت الأخيرة التي يلتفظ بها الأمريكي جورج فلويد، قبل مقتله على يد أربعة من رجال الشرطة في مدينة منيابوليس بولاية مينسوتا الأمريكية، أثناء القبض عليه، ما أدى إلى إندلاع موجة احتجاجات في المدينة ضد التعامل العنيف للشرطة مع السود. "كان جورج شخصا متواضعا، كان يبحث عن الأشخاص الآخرين ليفعل لهم شيئا جيدا"، هكذا بدأ ألبرت نيل، الصديق المقرب لجورج فلويد، حديثه ل"الوطن"، مضيفا "كان كبار السن يحبون فلويد كثيرا لأنه كان يساعدهم دائما، صديقي الطيب كان يشارك دوما في مبادرات وحملات تبرع من أجل الأطفال الصغار الذين لا يمتلكون حقيبة ظهر مدرسية، كما أنه كان يجمع التبرعات من أجلهم حتى يستطيع الآباء والأمهات شراء مستلزمات وأدوات مدرسية لهم". وأقالت إدارة الشرطة في الولاية 4 من أفرادها بعد مقتل فلويد أثناء القبض عليه، وظهور مقطع فيديو يصور الاعتداء عليه وتثبيته على الأرض بالضغط على رقبته بالقوة، حيث أكد رئيس شرطة مينيابوليس ميداريا أرادوندو، أنّ الأفراد الأربعة أصبحوا الآن "موظفين سابقين". ويضيف نيل: "عندما عاد جورج إلى مينيسوتا مرة أخرى كان من أجلي، لأنني سقطت مرة أخرى في بعض المشاكل وأصبت بالاكتئاب الذي أثر علي، أقنعني بالعودة إلى قيادة الشاحنات وبالفعل قمت بذلك، كان يحب فعل الخير جدا وهذا ما فعله لي ولأبنائي وجعلني أعود مرة أخرى لعائلتي، لم يسأل مرة واحدة عن مقابل ما أعطاه لأي أحد، كان رجلا لطيفا ومتواضعا جدا". أوبويجي: ترك عائلته وعاش مغتربا من أجل لقمة العيش فيما أوضح دينيس أوبويجي، صديق جورج فلويد، إن صديقه كان رجلا طيبا للغاية وعطوفا على الجميع، ورغم جسده الضخم إلا أنه كان يمتلك قلبا وديعا جدا مثل الأطفال. وأضاف أوبويجي ل"الوطن": "كان عمله هنا في المدينة، حيث إنه ترك عائلته وعاش مغتربا من أجل لقمة العيش، فالجميع في العمل كان يحبه و يعتبره أخا وليس له أي ميول عدوانية مع الآخرين. نيكلسون: مقتله صدمة لجميع المقربين منه كليف نيكلسون، صديق آخر لجورج فلويد، قال إنه كان شخصا طيبا ولم يكن عدوانيا، ولم يكن مجرد صديق بل إنسانا يمكن الاعتماد عليه. وأضاف نيكلسون ل"الوطن": "مقتله مثّل صدمة لجميع المقربين منه، ومن كان يعرفه في العمل أو منذ الصغر لم يصدق النهاية البشعة التي رآها خلال مقطع الفيديو الذي انتشر لتعدي أفراد الشرطة عليه". واختتم نيكلسون حديثه ل"الوطن": "فلويد كان رجلا طبيا ولم يستحق هذه النهاية، حيث إنه كان بسيطا وغير مؤذ للغير". وهز مقطع الفيديو الذي يبرز الشرطي وهو يجثم بركبته فوق رقبة الضحية، الذي كان مستلقيا على الأرض يستعطف رجل إنفاذ القانون من دون جدوى، حتى توفي لاحقا، المجتمع الأمريكي، حيث قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن وزارة العدل ومكتب التحقيقات الاتحادي يحققان في قضية رجل أسود أعزل توفي أثناء احتجازه لدى الشرطة في مدينة منيابوليس. وكتب ترامب في تغريدة على حسابه في تويتر يوم الأربعاء "مكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة العدل يجريان بالفعل، بطلب مني، تحقيقا في وفاة جورج فلويد المؤسفة جدا والمأسوية في منيابوليس"، مضيفا "طلبت الإسراع بهذا التحقيق، وأنا ممتن جدا لكل ما بذلته سلطات إنفاذ القانون المحلية من جهد".