كشف محمد فريد نجل "فريد.ا"، الذي توفي وشقيقيه بشكل متتالٍ، خلال ال 5 أيام الماضية، بقرية الرحمانية بمركز أبو كبير عن مفاجآت جديدة بشأن واقعة مرض والده وأعمامه الاثنين، والتعامل معهمم داخل المستشفيات، مشيرا إلى أنه لم يتم إجراء مسحات للمتوفيين "حسب قوله". وقال " محمد" 28 عاما ل " الوطن" : يوم 8 رمضان الماضي شعر عمي مجدي بضيق تنفس وارتفاع حرارة وتوجهنا به إلى أحد عيادات الأطباء وبتوقيع الكشف عليه أخبرنا أنه يعاني من حمى تيفودية ومنذ هذا الوقت وهو يتلقى العلاج داخل المنزل ثم نقلناه إلى المستشفى بعد وفاة عمي وأبي وتوفى هو ايضا أول أمس" لافتا إلى أن عمه كان أول شخص يعاني من الحمي التيفودية وآخر شخص توفى. وروى تفاصيل فاجعة الوفاة قائلا: " قبل نحو 7 أيام أصيب " والدي بارتفاع في درجة الحرارة تجاوزت ال 37 درجة وقررنا نقله إلى أحد مستشفيات الحميات طبقا لتعليمات ونصائح وزارة الصحة بأن أي شخص قد تظهر عليه أي من أعراض الإصابة بمرض كورونا أو تتشابه مع أعراض المرض يتوجه إلى أقرب مستشفى حميات ونظرا لأن ارتفاع الحرارة من ضمن هذه الأعراض اتصلنا على رقم 105 المخصص لاستدعاء سيارة إسعاف لنقل والدي". وتابع: " انتظرنا مدة 4 ساعات حتى جاءت سيارة إسعاف وذلك بعد الاستعانة بعضو مجلس الشعب الدكتور محمد حبيب ". وأردف: " بعد اتصالى على رقم 105 رد أحد الموظفين وطلب مني نقل والدي إلى المستشفى بأي وسيلة خاصة وقال " "خده ورح وديه أي مستشفى وعندما أخبرته عن سبب تخصيص الرقم إذا كانت أسرة المريض ستنقله بأي وسيلة غير الإسعاف كان رده "متعليش صوتك ولا أقفل السكة". وتابع: بعد قدوم سيارة الإسعاف توجهنا إلى مستشفى حميات الزقازيق وقرر الأطباء إدخال والدي العناية المركزة ولم يكن متواجد أي من العمال أو التمريض لنقله وطلب مني أحد الأشخاص في المستشفى التوجه به إلى العناية ورغم عدم توافر أي إجراءات وقائية جلس والدي على كرسي واصطحبته إلى غرفة العناية التي انتظرنا أمامها نحو ساعة ونصف حتى يتم إخراج جثمان شخص متوفي ويخلو سريره ويتم وضع والدي عليه". وأكمل: " بعد 4 ساعات توفى عمي". وكان التشخيص "التهاب رئوي " ولم يتم عمل مسحة له. وأضاف بعد ذلك شعر عمي حسن بأعرض برد فقمنا بنقله إلى مستشفى حميات الزقازيق ثم جرى تحويله إلى مستشفى حميات فاقوس وتوفى بعد مرور نحو 3 ساعات من احتجازه بالمستشفى" . وتابع: " بعد وفاة والدي قررنا نقل عمي مجدي والذي قال الطبيب أنه يعاني من حمى تيفويدية إلى المستشفى وتوجهنا إلى مستشفى ههيا وأبو كبير ورفضوا دخوله لعدم وجود أسرة ثم توجهنا إلى فاقوس وبعد 4 ساعات من دخوله المستشفى توفى". ومضى قائلا: " ظل عمى يعالج بالمنزل أكثر من 3 أسابيع وبعد نقله إلى المستشفى توفى وكذلك والدى وعمي الآخر توفيا بعد نقلهما على الرغم أن حالتهما لم تكن خطيرة". وأشار إلى أن أسرته وأسر أعمامه خضعوا للعزل المنزلي لمدة 14 يوما احترازيا بالإضافة ل 3 أسر مجاورين لهم بينهم أسرة عضو البرلمان محمد حبيب وأسرته". مؤكدا أنه لم تظهر أي أعراض على أسرته أو جيرانهم. وأنهم بحالة جيدة. ولفت إلى أنه وأقاربه يتناولون أدوية مناعة قام بشرائها على نفقته الخاصة ب 1300 جنيه إضافة لدواء "تاميفلو" له ووالدته وحصل عليه من مسشتفى فاقوس. وذلك بناء على وصف أحد أطباء الصدر. وطالب الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية بتوفير أدوية عقارر " تاميفلو" له ولأقاربه حيث يصل سعر الشريط خارج المستشفيات ل 1500 جنيه . ولابد من توفير لهم نحو 40 شريط. لافتا إلى أن توفير الدواء أهم بالنسبة لهم من كراتين الأغذية التي وزعتها التضامن على الأسر 6 . وقال " أنه رفض استلام الكرتونة والتي كانت تحتوي على بسكوت وحتى أن كانت تحتوي على أغذية كان سيرفضها أيضا لأنهم في حاجة للدواء الذي يباع بأسعار مرتفعة وليس الغذاء الذي يمكنهم توفيره بسهولة". وكانت الرحمانية التابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية واقعة مأساوية، توفى فيها 3 أشقاء على التوالي خلال ال 5 أيام الماضية، وكانت كورونا سبب وفاة شخص منهم والاشتباه في الثاني، أما الثالث، فقد تم تشخيص حالته ب "التهاب رئوي" وتوفى قبل إجراء فحوصات كورونا للتأكد من إصابته بالفيروس من عدمه، حسب "مصادر طبية". وبدأت الفاجعة التي حلت على القرية بوفاة "ف ا" داخل مستشفى الحميات بالزقازيق بعدما نقل إلى المستشفى إثر إصابته بأعراض ارتفاع درجة الحرارة وسعال، وتوفى قبل إجراء فحوصات كورونا وتم تشخيص حالته ب "التهاب رئوي" وبعد مرور نحو 3 أيام توفى شقيقه "ح" داخل مستشفى العزل بفاقوس وبعد يوم توفى شقيقهما " م " داخل مستشفى العزل بأبو كبير وذلك في ساعة متأخرة من مساء أمس. وقال "م ا " أحد أهالي القرية، إن وفاة الأشقاء الثلاثة بشكل متوالي صدم الأهالي لفقدان أبناء بلدتهم كما انتشرت حالة من الخوف والهلع بين الجميع خوفا من انتقال العدوى لهم خاصة بعد دفن المتوفي الأول بطريقة اعتيادية بواسطة الأهالي وإقامة سرادق عزاء وتقديم التعزية للشقيقيين الآخرين الذين توفيا في وقت لاحق بفيروس كورونا. وطالب وزارة الصحة بالتحقيق في واقعة إصابة المتوفي الأول وما إذا كان هناك تأخير عن إجراء فحوصات كورونا له تسبب في دفنه دون معرفة طبيعة مرضه، والتحقيق في واقعة إصدار تصاريح الدفن وتسليم الجثمان لذويه علما بأنه كان من المفترض أن يجري فحوصات كورونا وهذا يجعله في محل اشتباه إصابة بالفيروس وكان من المفترض على الأقل دفن الجثمان وفق الإجراءات الاحترازية على أساس الاشتباه، معتبرا أن ما حدث يحتاج لتفسيرات ومحاسبة المسؤولين حال تأكد وجود تقصير. وهزت الواقعة أيضا مواقع التواصل الاجتماعي وطالب رواد "فيس بوك" من أهالي مركز أبو كبير بفرض حجر صحي على قرية الرحمانية بالكامل لمدة 14 يوما كإجراء احترازي تحسبا لظهور أعراض فيروس كورونا على أي منهم . كما اتهم بعض نشطاء مواقع التواصل الدكتور محمد حبيب عضو "البرلمان" بالتسبب في حدوث إصابات بين الأهالي بكورونا بدعوى تدخله للسماح لأهل المتوفي الأول باستلام جثمانه ودفنه بطريقة اعتيادية بدون إجراءات وقائية، وهو الأمر الذي نفاه عضو مجلس النواب. وقال "حبيب " ل "الوطن" إن ما تردد في هذا الشأن مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة، معتبرا إياها "حرب سياسية". وأشار إلى أنه لا يمكن لأي شخص أي كانت سلطته التدخل لاستلام جثمان شخص متوفي بالفيروس ودفنه بطريقة اعتيادية خاصة أن إجراءات الدفن لابد أن تتم بطريقة وقائية تراعى فيها كافة الإجراءات الاحترازية. وأوضح أن الشخص الذي أثيرت بشأنه ادعاءات حول وفاته بكورونا هو أحد جيرانه وشقيق شخص يعمل بعيادته، مضيفا أنه تم نقله إلى مستشفى الحميات، وتم تشخيص حالته ب" التهاب رئوي" ثم توفى. وقال حبيب: "شاء القدر أن يتوفى شقيقه الذي يعمل بعيادتي إثر إصابته بكورونا بعد مرور 3 أيام من وفاة شقيقه ثم توفى شقيقهم الثالث". ومضى قائلا: "هم إخواتي وجيراني ومصيبتنا كبيرة". وتابع: "لا يمكن أقوم بأي إجراء خاطئ أو أملي إرادتي على إدارة المستشفى خاصة أنني سأكون أول المتضررين من هذا الأمر كونهم جيران لي وهناك تعامل دائم معهم". وقال إنه عندما مرض المتوفي الأول واتصل به ذويه استدعى سيارة إسعاف لنقله إلى مستشفى الحميات، وبعد الوفاة أبلغتهم المستشفى الحضور لتسلم الجثمان، لافتا إلى أنه توجه مع الأهالي وظلوا أكثر من 3 ساعات جالسين بالمستشفى حتى تم الانتهاء من إجراءات تصاريح الدفن دون أن يتدخل في الأمر وأن تشخيص الحالة كان التهاب رئوي وليس كورونا وعليه تم تسليم الجثمان لذويه. وتابع: " كيف يمكن أن أطلب تسلم جثمان شخص توفى بالفيروس وأرافق أهله لاستلام الجثمان وأحضر العزاء ؟"، مضيفا أنه بعد شعور شقيق المتوفي بأعراض ارتفاع في درجة الحرارة أخبره بضرورة التوجه إلى مستشفى الحميات وإجراء الفحوصات اللازمة وتبين إيجابية إصابته بالفيروس وتوفى بعد ذلك، وفي وقت لاحق توفى الأخ الثالث. وأشار عضو "البرلمان" إلى أنه قرر عزل نفسه وأسرته منزليا لمدة 14 يوما احترازيا وذلك منذ وفاة الشخص الثاني والذي كان يعمل بعيادته وجاره في نفس الوقت كما تم عزل عدد من الأسر أيضا لمخالطتهم المتوفيين. في السياق نفسه، قال مصدر بمديرية الصحة بالشرقية إنه لم يتم تسجيل حالات إصابة بكورونا بين الأهالي في القرية حتى الآن باستثناء المتوفي "ح" في العقد الرابع من العمر الذي توفى إثر إصابته بالفيروس، لافتا إلى أن شقيقه "ف" توفى قبل أيام من وفاته ولكن كان تشخيص حالته التهاب رئوي، وتوفي قبل إجراء فحوصات كورونا لبيان إصابته بالفيروس من عدمه. وتم دفنه بمعرفة ذويه وأهالي القرية حيث لم تتضمن التقارير الطبية إصابته بالفيروس. أما شقيقهم الثالث "م" تم التعامل معه كحالة اشتباه كورونا لأن نتيجة الفحوصات لم تظهر حتى الآن وتم دفنه وفقا للإجراءات المتبعة مع حالات كورونا. وتابع: "بعد وفاة الحالة الثانية انتقل فريق مكافحة العدوى إلى القرية وتم إجراء أعمال التطهير والتعقيم اللازمة كما تم عزل منازل 6 أسر من المخالطين للمتوفي احترازيا لمدة 14 يوما، مضيفا أنه جارى استئناف أعمال التعقيم والتطهير مرة أخرى بالقرية وذلك بعد وفاة الحالة الثالثة مساء أمس. وطالب الأهالي بالالتزام بالإجراءات الوقائية والتوجه لأقرب مستشفى عزل أو استدعاء الإسعاف عند ظهور أعراض الفيروس على أي شخص . وأوضح أن إجمالي عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في أبو كبير 24 حالة توفى منهم 5 أشخاص فيما تعافى 7 آخرين ومازال 12 أخرين يتلقون العلاج بمستشفيات العزل.