بعد اختيار توكل كرمان بمجلس فيس بوك.. خبراء: يفتقد الحيادية والموضوعية

أثار تعيين الناشطة اليمنية توكل كرمان أحد أبرز المدافعين عن الحركات الإسلامية في الشرق الأوسط بمجلس الإشراف العالمي على محتوى "فيس بوك" جدلاً واسعا حول معايير الاختيار وشكوكا حول حيادية السياسات التي ستطبق على المحتوى ومخاوف من الخلفية الأيديولوجية لكرمان التي تنتمي إلى تنظيم الإخوان.
وبحسب إدارة فيس بوك، يعد مجلس الإشراف العالمي على المحتوى بمثابة محكمة عليا تتخذ قرارات بشأن القضايا الشائكة والمنشورات التي تتضمن كلاما يحض على الكراهية.
ويهدف المجلس إلى البت في مشكلات محتوى فيس بوك مثل الحكم على المنشورات عما إذا كانت تتضمن كراهية أو تحرشا، كما سيمكن من اتخاذ قرارات ملزمة حول إذا كانت المشاركات أو الإعلانات تنتهك معايير الشركة، والبت في إزالة المحتوى أو تركه، وستعد أي نتائج أخرى يطرحها المجلس إرشادات من قِبل فيس بوك.
ويعتبر نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي أن اختيار كرمان في هذا المنصب يصب في صالح الإخوان، وقد يسفر عن حذف محتوى أو حسابات مناهضة للجماعة في كثير من الدول العربية، وقد تساهم في تطبيق سياسات مضادة لليبراليين لصالح من يروّج للحركات الإسلامية المتطرفة.
ويرى الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة، أن اختيار شخصية خلافية مثل توكل كرمان لا يدعم حرية الرأي، وأصبح يُحتم على شركة فيس بوك التي ترفع دائما شعارات الموضوعية حماية جميع الآراء ووجهات النظر المختلفة مع توجهات كرمان السياسية ورافضين تعيينها في هذا المنصب.
ويقول علم الدين ل"الوطن"، إن اختيار الناشطة اليمنية ضمن لجنة حكماء فيس بوك لضبط المحتوى غير موضوعي وغير محايد وخاصة أن كرمان لها دور سياسي تخريبي في المجتمع العربي.
ويعتبر أن اختيارات هذا المجلس تفتقد لمعايير واضحة وجاءت متحيزة، وعلى شركة فيس بوك إعادة النظر في اختيار كرمان التي لها انتماء سياسي معين ومن الممكن أن يكون لها دور مؤثر في وضع ضوابط معينة للنشر تتسق مع أهوائها وانتمائها الفكرى.
وفي ذات السياق، يقول الدكتور محمد شومان، عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية، إن مجلس حكماء فيس بوك لضبط المحتوى يغيب عنه المعايير الواضحة لطريقة العمل واختيار الأعضاء وقد يكون مجرد شيء لتجميل وجه العملاق الأزرق.
ويضيف شومان ل"الوطن"، أن هذا المجلس يشوبه الانحياز ولا نعرف الأساس الذي جرى تشكيله عليه، مشيرا إلى أن اختيار شخصية عليها خلاف كبير مثل توكل كرمان في عضوية هذا المجلس يشير بقوة إلى أنه ليس محايدا.
ويشير إلى أنه كان من الأفضل أن يتم اختيار شخصية ليس لها انتماءات تمثل منطقة الشرق الأوسط وليس شخصية خلافية، منوها إلى أن اختيارات هذا المجلس عدم موضوعية فبجانب اختيار كرمان تم اختيار ممثلة لإسرائيل وهي ليس لها ثقل حضاري ولا عدد سكان كاف، فضلا عن زيادة عدد ممثلي أمريكا.