«حسبى الله ونعم الوكيل.. الشارع المصرى بقى أسوأ من الغابة! ماتت النخوة وماتت قلوب الناس» لم يكن الشاب بسام أحمد يعلم وهو يكتب هذه الكلمات على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» فى 16 فبراير الماضى، أن الشارع نفسه سوف يشهد استشهاده ليقف الناس حوله مصدومين مما جرى له، منددين بقاتله وبدمائه التى اختلطت بتراب الشارع. تحكى الصفحة الشخصية ل«بسام» الكثير عنه، صحيح أنها لا تحمل مكان سكنه أو تاريخ ميلاده، لكنها تحكى سيرة ضابط جيش وشاب مصرى فى الوقت نفسه، يتطلع لإجازاته كى يقضيها فى مناطق مختلفة من المحروسة بصحبة شباب فى مثل سنه، صور عديدة ل«بسام» وهو بالزى الرسمى للجيش، يحمل سلاحه، ويصوبه إلى المجهول، لم تلبث صفحات الأصدقاء المازحين أن تحولت إلى صورته مع شريطة سوداء على الحافة، بدلاً من أن تتزين بصورهم الشخصية معه فى حفل زفافه الذى كثيراً ما تحدث عنه وعن شريكته المستقبلية ناصحاً الجميع بكلماته: «إلى كل شاب مقبل على الزواج، من فضلكم أحسنوا اختيار أُم أولادكم، وللبنات حاولى تختارى صح من الأول، لأنه هيبقى صاحبتك، ومش هتتكسفى منه، وهيبقى أخوك اللى هتشتكى له من أهلك، وهيبقى مامتك اللى هتترمى فى حضنها وانتى متضايقة، وهيبقى عمك اللى هيديكى العيدية فى العيد، وخالك اللى هياخدك يفسحك وانتى قرفانة، وابنك اللى هتاخديه فى حضنك وهو مخنوق من شغله». «ليه يقتلوه؟ همّا يعرفوه كويس؟» بذهول وحزن تساءلت ريهام حمدى، شقيقة الشهيد رامى حمدى، عن السبب الذى قد يدفع أى أحد إلى قتل «بسام»: «الضابط ده عرفناه بالصدفة فى رحلة سابقة إلى سانت كاترين فى رأس السنة الماضية، كل الأصدقاء اللى اتعاملوا معاه أحبوه، معظمهم من ثوار محمد محمود، فى الأول انتقدوه بشدة، وهاجموه لما عرفوا إنه من الجيش، لكنه كان متفهم وعاقل وناقشهم بذوق شديد، وطلعوا كلهم من الرحلة أصدقاء، وسافروا بعدها رحلات تانية كان آخرها لدهب، كان بيتعامل مع ناس ربعاويين بمنتهى الذوق والأدب، الكل كان بيحترمه ويحبه، وكلنا زعلنا عليه جداً».