تناول خطباء المساجد، اليوم، خطبة صلاة الجمعة بعنوان "رسالة المسجد"، كخطبة موحدة أرسلتها الأوقاف لهم، مؤكدين على عدم استخدام المساجد لأغراض سياسية. وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الدولة عائدة خلال المرحلة المقبلة وبقوة، وسوف تحارب المتشددين، وستسعى إلى نشر الاسلام الوسطي السمح، الذي غاب خلال النظام السابق الإخواني، الذي خلط بين المتشددين والمتدينين، الأمر الذي أدى إلى شق الصف. وأكد أن الوزارة شكلت لجنة لترشيد الكهرباء في المساجد، وطالبت بتشغيل التكييفات في وقت الصلاة، إضافة إلى توفير اللمبات الموفرة، حيث تم توفير 20 ألف لمبة موفرة. وكشف جمعة عن خطة للوزارة لإنارة المساجد الكبيرة بالطاقة الشمسية على مستوى المحافظات، ومنها مسجد السيد عبدالرحيم القنائي، والحجاج الأقصري بالأقصر، وذلك على نفقة الوزارة. وأضاف: "رسالة المساجد شملت حياة المسلم من جوانبها في التأكيد على عبادة الله والعمل، إضافة إلى التكافل والتراحم، وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية". ففي كفر الدوار خطب الشيخ صابر دبل، بمسجد الفتح، مشددًا على ضرورة التمسك بقيم وتعاليم الإسلام والابتعاد عن نشر الأكاذيب، ورمي المسلمين بالباطل. وقال الخطيب الذي ينتمي للتيار السلفي: "إنه لولا العلماء الربانيون ما كنا وقفنا على هذه المنابر، وما كانت وصلت دعوة الإسلام إلى الناس"، مستنكرًا الحملة التي شنها بعض المغرضين والمحرضين، حسب قوله، ضد العلماء الربانيين الذين أخلصوا في دين الله وواجهوا الصعاب حتى يبلغوا هذا المقام. وفي المنيا، قال الشيخ محمود جمعة عبد الرحيم، إمام وخطيب مسجد الحاج فارس: "إن المساجد ومنابرها ليست للدعاية لحزب أو فكر معين، ولا للأغراض أو المصالح الشخصية، وإنما لنشر الإسلام ولتعليم العلوم المقررة، وهي الوحي المنزل من السماء على رسول الله". وأضاف الشيخ: "وليعلم الجميع أن عمار المسجد هم أولياء الله وأحباؤه من خلقه، والعمارة نوعان أحدهما هو البناء والتشييد، والثاني هو العمارة المعنوية، وهي بالصلاة والذكر وقراءة القرآن". وذكر الشيخ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بنى مسجدًا بنى الله له بيتًا في الجنة"، مشيرًا إلى أن الرسول بنى مسجدين، أحدهما في المدينة والآخر في قباء؛ ليعلن للأمة وللأجيال المتعاقبة أن المسجد هو الذي تبنى فيه الأرواح وتهتدي القلوب النقية. وفي كفر الشيخ، قال الشيخ شعيب صقر، إمام وخطيب مسجد الزهور، إن الله تعالى قال: "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر، وأقام الصلاة وآتى الزكاة"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحب البلاد إلى الله مساجدها، المسجد بيت كل تقي"، ما يؤكد أن للمساجد أهمية عظمى، ودور كبير في المجتمع، كما أن المساجد أطهر الأماكن في الأرض، وأحب البقاع إلى الله، والمسجد موقعه موقع القلب في كل بلد إسلامي، ولذلك كان أول عمل قام به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، في المدينة هو إنشاء مسجد "قباء". وأضاف شعيب: "المسجد هو مكان الخشوع والسجود لله رب العالمين، ولذلك كان واجبًا مراعاة حرمته، حيث أنه يحافظ على الألفة والحب والمودة بين الناس، ومن هنا وجب التنويه أن المساجد لا تستخدم للمنازعات السياسية والحزبية أو الترويج لأفكار ضالة ومسمومة، تحرض على سفك الدماء وتدمير الوطن". وفي الشرقية، دعا الدكتور عبدالله حسن، إمام وخطيب مسجد الفتح، إلى الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي، مشددًا على الوسطية والاعتدال، مشيرًا لدور المساجد في نشر الإسلام الصحيح، مضيفًا: "إن المتشددين أشد خطرًا على الإسلام من اليهود".