عجزت القوات العراقية، اليوم، عن حماية أفرادها في يومها الانتخابي الخاص حيث تعرضت لسلسلة هجمات بينها 8 تفجيرات انتحارية داخل مراكز انتخابية قتل فيها 27 شرطيا وعسكريا وأصيب أكثر من 73 بجروح. وألقت هذه الهجمات شكوكا إضافية حيال قدرة القوات العراقية على تأمين الحماية للناخبين خلال الانتخابات التشريعية العامة، بعد غد، والتي تنعقد في ظل تصاعد أعمال العنف وتزايد الانقسامات الطائفية. وكما هي الحال في معظم الأيام (الدامية) في العراق، لم يصدر أي رد فعل على أعمال العنف هذه من قبل حكومة الشراكة الوطنية التي تعيش منذ سنوات صراعا بين وزرائها والكتل الممثلة فيها، كما لم تتبن هذه الهجمات أي جهة حتى الآن. ويمثل هذا اليوم، ضربة لرئيس الحكومة نوري المالكي الذي يحكم البلاد منذ 2006 ويضع ثقله السياسي في الانتخابات محاولا العبور من خلالها نحو ولاية ثالثة على رأس الحكومة رغم الاتهامات التي يوجهها خصومه إليه بالتفرد ب"الحكم" والعجز عن الحد من الفساد وتحسين الخدمات. ويلقي المالكي باللوم في التدهور الأمني وتواصل أعمال العنف التي حصدت أرواح نحو 3 آلاف شخص منذ بداية العام 2014- بحسب حصيلة أعدتها وكالة أنباء"فرانس برس" الفرنسية، على التدخلات الخارجية، وخصوصا من قبل دول مجاورة على رأسها السعودية وقطر. وبعد يوم من بدء العراقيين المقيمين في الخارج التصويت في دولهم، توجه أفراد القوات المسلحة- يبلغ عددها نحو 800 ألف عنصر- منذ الساعة ال7 من صباح اليوم بالتوقيت المحلي، إلى 534 مركز انتخاب تشمل 2670 محطة اقتراع في عموم البلاد. وأمام مركز تصويت في مدرسة في وسط بغداد، قال شرطي يدعى أحمد: أتيت للمشاركة في الانتخابات من أجل العراق ومن أجل تغيير الوجوه التي لم تخدم العراق، مضيفا "نريد أن نختار أناسا أفضل". وفي (النجف) جنوبيبغداد ، بدأ أفراد الشرطة والجيش التجمع عند أبواب مراكز الاقتراع قبل نصف ساعة من فتحها وسط إجراءات أمنية تشمل نشر 27 ألف عنصر أمني في المدينة. من جانبه، قال الشرطي فلاح حسن عبود:"جئنا نلبي نداء المرجعية وهي فرصة للتغيير، والتغيير السياسي بأيدينا"، في إشارة إلى المرجعية الشيعية التي لم تدع للتصويت لطرف سياسي معين، إنما للمشاركة سعيا وراء (التغيير). وشملت عملية التصويت الخاص اليوم، المهجرين المسجلين، ونزلاء السجناء وموظفيها، إضافة إلى نزلاء المستشفيات والعاملين فيها. وفي سجن الرصافة الأولى في بغداد حيث يدلي 2500 سجين ب"أصواتهم"، طلب عدد من السجناء الذي كانوا يصوتون من موظفي المحطة توجيههم حتى يصوتوا لصالح رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال موظف في وزارة العدل- رفض الكشف عن اسمه- "أنا مندهش من هؤلاء السجناء الذين يرزحون ظلما في السجون، وينتخبون الشخص الذي ظلمهم". وسرعان ما تحولت مراكز الاقتراع الخاصة بقوات الجيش والشرطة إلى أهداف لهجمات انتحارية، رغم الإجراءات الأمنية المشددة. وقال عقيد في الشرطة ومصدر طبي رسمي : إن انتحاريا فجر نفسه داخل مركز انتخابي في منطقة (المنصور) غربي بغداد، ما أدى إلى مقتل 7 من الشرطة وإصابة 18 آخرين بجروح. وقتل في مركز انتخابي في منطقة "الأعظمية" القريبة 5 من الشرطة وأصيب 14 بجروح في تفجير انتحاري بحزام ناسف. وقال قائم قام القضاء شلال عبدول، إن 4 من عناصر الشرطة وأصيب 11 بجروح قتلوا عندما فجر انتحاري نفسه في مركز اقتراع في (طوزخرماتو) شمالي العاصمة العراقية "بغداد"، بحسب ما افاد. وقام انتحاري ثالث بتفجير نفسه في مركز انتخابي في جنوب "كركوك" شمالي بغداد، ما أدى إلى مقتل 8 من عناصر الشرطة وإصابة 9 آخرين بجروح. وفي مركز انتخابي غرب كركوك حاول جندي منع انتحاري من تفجير نفسه فاحتضنه، لكن الأخير فجر نفسه فقتلا معا. وحاول انتحاري تفجير نفسه أمام مركز انتخابي في غرب الموصل، لكن القوات الأمنية قتلته قبل أن يقوم بذلك، إلا أن انتحاريا ثانيا تمكن من تفجير نفسه في المركز الانتخابي ذاته بعد وقت قصير من الحادثة الأولى، ليصيب 3 شرطيين وجنديين بجروح. وقام انتحاري في وقت لاحق بتفجير نفسه في مركز انتخابي آخر في وسط الموصل، ما أدى إلى إصابة 3عسكريين بجروح، وأصيب 6 صحفيين بجروح في تفجير عبوة ناسفة استهدفت باصا عسكريا في الموصل كان ينقلهم إلى مركز انتخابي. واستهدفت عبوة ناسفة، دورية للجيش غربي كركوك، ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة اثنين آخرين بجروح، وكذلك قتل جندي وأصيب 5 جنود وعناصر شرطة بجروح في انفجار عبوة استهدفت موكبا مشتركا كان في طريقه إلى مركز انتخابي في "الحبانية" قرب مدينة الرمادي.