"المؤهل، والخبرة، واللباقة في الحديث، وإجادة اللغات والكمبيوتر" شروط يحتاجها المتقدم لطلب وظيفة، في أي مجال من مجالات العمل المختلفة، لكن هناك مهن ذات طابع خاص تتجاوز تلك الشروط، إلى اختبارات شخصية وفحوصات طبية، ولكن الفحوصات النفسية أصبحت ضرورية في تلك المهن، التي يكون فيها الشخص مسؤولا عن سلامة أرواح مئات أو آلاف من البشر، فما بالك بوظيفة رئيس الجمهورية المسؤول عن ملايين. وتستعرض "الوطن" وظائف ومهن تحتاج إلى شهادات طبية معتمدة بسلامتهم بدنيا ونفسيا. الطيار المدني والحربي تتطلب مهنة الطيار الحربي لياقة جسمية وذهنية ونفسية بدرجة عالية، وتحتاج لمجموعة من القدرات التي يصعب أن تتوفر في جميع المتقدمين. في الولاياتالمتحدةالأمريكية، على سبيل المثال، يوجد ثلاث فئات من الشهادات الطبية للطيارين، حيث يجب الحصول على هذه الشهادات للتمتع بالامتيازات الخاصة ب "ترخيص أو اعتماد الطيارين بطريقة قانونية"، ويلزم الحصول على كل شهادة عن طريق طبيب معتمد من وكالة الطيران الفيدرالية لأي شخص يتمتع بالسلامة الجسدية والعقلية. وفي شركات الطيران المصرية والكلية الجوية، يشترط أن يجتاز المتقدم للكشف الطبي، والذي يتضمن جزءا نفسيا، إضافة إلى اختبار القدرات وكشف الهيئة، وفي الخطوط الجوية السعودية، يتم عمل فحوصات مخدرات للمتقدمين للوظيفة. ضابط الجيش والشرطة تتطلب فحوصات طبية دقيقة، لشخص يتحمل مسؤولية حماية الأرواح، حيث يتم عمل كشف هيئة دقيق للالتحاق بتلك الكليات، وكشف طبي. اختبار قياس القدرات النفسية للطالب، أحد الاختبارات، التي يخضع لها المتقدمون للكليات العسكرية، ويتم بواسطة لجنة من مركز الشؤون النفسية للقوات المسلحة التابع لإدارة الشؤون المعنوية، ويهدف الاختبار إلى التأكد من قدرة الطالب النفسية على التعامل في المواقف الطارئة، التي من الوارد حدوثها أثناء الخدمة العسكرية، كما أن الاختبارات الرياضية للطلاب بها جانب نفسي مثل "قفزة الثقة، والسير على جهاز التوازن". ويشترط لترقية الضابط، اجتياز مجموعة من الاختبارات والفحوصات الطبية الدقيقة، في كل مرة من أجل الحصول على الترقية. رجل المخابرات العامة والحربية مهنة تطلب قدرات خاصة، ومقومات تختلف عن الضابط في أي سلاح، فيخضع المتقدمون لفحوصات طبية، واختبارات نفسية وعقلية حادة يتم انتقائهم وفقاً لشروط معينة ونادرة وبدقة متناهية، ويخضعون للعديد من الاختبارات "النفسية، والعقلية، والثقة بالنفس، والشجاعة". من بين آلاف الطلاب المتقدمين للكلية الحربية يتم اختيار عدة عشرات فقط، ووسط تدريب شاق ورقابة شديدة لكل التصرفات الصغيرة والكبيرة في كل مراحل حياته الدراسية، ويسجل المعلمون في الكلية الحربية كل شيء عن الطالب في ملفه الخاص، وبعد التخرج يتم اختيار من بيهم للعما في المخابرات الحربية، وهم عدد قليل جدا لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، ويخضعون لدورات تدريبية في علم النفس وخاصة دورة تهذيب النفس. ومن الصفات الواجب توفرها في ضابط الاستخبارات: "الصمت والهدوء، وقوة الملاحظة، وسرعة البديهة، وحسن التصرف، وسرعة التكيف، ونكران الذات، وقوة الذاكرة، وتفتح الذهن، وأن بكون خاليا من جميع الإمراض النفسية، واتخاذ القرار وتحمل نتائجه، كما يمتاز بعقلية التحليل والاستنباط والاستقراء والارتياب والشك في الجميع". الدبلوماسي "السفير والقنصل ووزير الخارجية" بحسب البيانات الرسمية عن وزارة الخارجية المصرية، فإن الدبلوماسيين يلتحقون للعمل في الوزارة بعد اجتياز سلسلة من الامتحانات التحريرية والشفهية والقدرات النفسية ضماناً لتوافر عناصر الكفاءة والمهنية، وأن السبيل الوحيد للالتحاق بالسلك الدبلوماسي غير ذلك هو صدور قرار جمهورى بالتعيين المباشر. ومن الصفات النفسية، التي يجب أن يتمتع بها الدبلوماسيون: "التكيف الثقافي، وتحليل المعلومات السريع، والقيادة وآخذ المبادرات، والتواصل الشفوي والتحريري، والحياد والموضوعية والتوازن، والتخطيط والتنظيم، والإبداع في حل مشاكل شائكة، والقدرة على صناعة القرار والتعامل مع الآخرين". وأخيرا أصبحت أهم وظيفة في مصر وهي "رئيس الجمهورية"، على قائمة الوظائف التي تتطلب اختبارات نفسية، من خلال لجنة طبية متخصصة، تكشف عن قدرات المرشح العقلية أولا، وسمات شخصيته النفسية حتى يضمن الشعب في رئيسه القادم، القدرة على تحمل المسؤولية وصناعة القرار.