على كرسي خشبي، وقف بلال عبدالله، الشاب الإيراني صاحب ال24 عامًا، معصوب العينين وحول رقبته حبلًا تم إحكامه بدقة، استعدادًا لتنفيذ حكم إعدامه أمام العامة، بعد اتهامه في جريمة قتل الشاب عبدالله حسين زاده. بخطى ثابتة قطع والدا الضحية الطريق إلى بلال لإزاحة الكرسي من تحت قدميه، إعمالًا بقاعدة "العين بالعين والسن بالسن" وفقًا للقصاص في الشريعة الإسلامية، علت صرخاته استجداءً، وسط مشاهد للحادثة اقتحمت عقله تباعًا، فالشاب لم يكن يعلم أن حكمًا بالإعدام ينتظره، حين استل سكينه وغرزه في جسد الضحية قبل 7 سنوات. أفاق بلال على صفعة قوية ارتج لها جسده كله، منحتها له والدة الضحية، وبدلًا من أن يسقط من على الكرسي، ليصرع الحبل أنفاسه، أشارت الأم بيديها للمسؤولين لمسامحته، ليتقدم الأب، ويزيل الحبل من حول رقبته، وسط ذهول الحاضرين. بلال لم يغادر الحياة، ولكنه لم يغادر السجن أيضًا، فنظام القصاص في إيران يسمح لأهالي الضحايا العفو عن المدانين في عقوبات الأعدام دون أحكام السجن. وقال والد عبدالله، مبررًا الإعفاء عن بلال لوكالة الإعلام الحكومية، إن زوجته راودها حلم قبل 3 أيام من المحاكمة، طلب فيه ابنها عدم القصاص من موته، وهو ما دفعه وزوجته إلى العفو عنه.