قرأت من فترة أن هناك حزبا اسمه "حزب الحمير" بشمال العراق والذي تم تأسيسه فى السبعينات من نهاية القرن الماضي، قرر حل نفسه وتسريح أعضائه بسبب كمية الإهانات والسخرية التى يتعرض لها بسبب الاسم اسمه الذى يحمله، وحاول رئيس الحزب جاهدًا أن يؤسس ثقافة شعبية تحترم الحمار وتعطيه حقه من الاحترام مثل "الحصان" خاصة وأنه حيوان صبور يتحمل الكثير، لكن الواقع ليس كذلك، فمن يريد النيل من شخص ما، وتسفيه وجهة نظره يصفه بالحمار. حينما قرأت الخبر شعرت بالحزن لهذا الحيوان الطيب ووجدتنى أشبهه فى نواحى كثيرة، دائما أتحمل الكثير و أبلع المزيد من التوبيخ و اللوم بالعمل والبيت على أشياء لم أقترفها، كنت أشعر بظلم بين مثل الحمار تمامًا، لا أحد يلتفت إلى كم الأعمال الشاقة التى أقوم بها، لذلك عندما تحدثت مع صديقتي عن حزني على الإهمال والسخرية من الحمار وجدتها تنفجر بالضحك وكأنها تقول لي "أنتٍ حمارة أيضًا" تذكرت أننى قرأت رواية حمار الحكيم وكيف أنه كان يأمل أن تتحسن أمور الريف المصرى وتصبح مثل الريف الفرنسى، الحلم الذى يحلم به وكيف أنه كان يتحدث إلى الحمار ويعتبره فيلسوفًا أيضًا، لقد أدرك توفيق الحكيم أهمية الحمار وجعله شخصية رئيسية في روايته بل جعله بطلًا! قررت ألا أعيش مثل الحمار الطيب الذى لا يشكو إلا نادرًا بعلو نهيقه المنفر للسمع، وقلت في نفسي: لن أكون مثل الحمار و سوف أتمرد على خضوعي لتلك الأعباء. فى الصباح وجدت نفسي أقوم بواجباتي مثل حمار نشيط حتى أنني لم أعترض على مديرتي التي أوكلت لي ببعض الأعمال الإضافية لأنها ترانى كفء للتحمل والعمل الشاق. كان ينقصنى أن يعلو "نهيقي" أقصد صوتي بالشكوى وأصرخ بأنني إنسانة ولي حقوق..و قريبا سوف ألجأ لجمعيات حقوق الإنسان وإن لم تسعفني وتنصرني، فسوف ألجأ لجمعيات الرفق بالحيوان وخاصة الحمار!