وسط حالة الصراع الدائر بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا حول الأزمة الأوكرانية، وانضمام شبه جزيرة القرم لروسيا يرى البعض أن العالم يتجه نحو حرب باردة أو حرب عالمية ثالثة تعيد تشكيل خريطة التحالفات والتوازنات الدولية من جديد. ولكن ربما غاب عن الكثير أن الحرب الباردة الحقيقية التي تواجهها الولاياتالمتحدة قد بدأت بالفعل في عام 2006، وأن الطرف الثاني في هذه الحرب ليس روسيا ولكن بالأحرى هو الصين، دلالات وشواهد هذه الحرب ظهرت بالفعل على السطح دون أن نلقي لها بالًا من خلال اتهامات وتقارير أمريكية مفادها أن الصين قامت بالتجسس على مصنع "لوكهييد مارتنز"، وسرقة الأسرار العسكرية الخاصة بتصنيع المقاتلة من طراز "F35". بالإضافة إلى تصريحات المتحدث بإسم البنتاجون التي تؤكد على وجود أختراقات لموقع البنتاجون، ناهيك عما ذكرتة صحيفة (نيويورك تايمز) عن أن عمليات التتبع الأمريكية لمحاولات الاختراق تؤكد أن مصدر هذه الهجمات الأليكترونية هو مكان مجاور لجامعة شنغهاي. وفي ضوء المعلومات الأخيرة التي قام بتسريبها (إدوارد سنودن) فإن الولاياتالمتحدة من خلال وكالة ناسا للفضاء تقوم بالتجسس على أجهزة الحاسب الآلي الخاصة بالعديد من الشخصيات الصينية الهامة، وتقوم أيضًا باختراق وسرقة جميع البيانات الخاصة بشركة (HUAWEI) لأنظمة الاتصالات وخوادم الأنترنت. ولا ينبغي أن يغيب عن الأذهان أن الجهود الدولية الرامية إلى اكتشاف مكان سقوط الطائرة الماليزية لم يكن سوى حرب باردة خفية للاقتراب من منطقة النفوذ الصيني، ورصدًا للطلعات الجوية التي تقوم بها الطائرات الصينية في منطقة بحر الصين من طراز(Y8)، والتي أبهرت العالم من حيث التقنية والقدرة على تصوير الأشياء في أعماق المياه، ولكي اختتم أود القول أن الحرب الباردة موجودة بالفعل ولم ولن تنتهي، ولكننا دومًا نُصر على إدراك الأمور في وقت متأخر، أو نفضل تشجيع طرف على حساب طرف آخر.