أنا أتحدث عن مرسي بصفته أحد أعضاء جماعة الإخوان، برغم قناعتي رغم أخطاؤه وسقطاته إلا أنه الاكثر طيبة وإخلاص للجماعة والأقل تآمرًا ودهاًء وخداعًا في هذه الجماعة، لذلك كانوا يصدرونه دائمًا في المشهد من أول برلمان 2005 وحتى أصبح رئيسًا. ولكن أريد أن أضيف لأخطاء نظام الإخوان الذي حكم مصر لمده 365 يومًا خطأ فادح ألا وهو أنهم وضعوا الشعب المصري في طريق لا يوجد فيه خياران، هذا التنظيم التآمري والذي لا أستطيع نعته بالإرهابي؛ لأن في قناعتي ليسوا إرهابيين ولكنهم متآمريين ومتوحدين وطامعي سلطة، هم من جعلوا من المشير عبد الفتاح السيسي.. أسطورة، وذلك يرجع بالمنطق والعقل إلى عدة أسباب وهي: - أولًا.. ذكاء الرجل وجرأته فهو بالفعل رجل ذكي ومحنك، والنتائج خير دليل، فلقد استطاع أن ينحي جماعة عمرها 80 سنة تحفر في الصخر لتصل إلى السلطة وفي عشية وضحاها حولها من جماعة تحكم إلى جماعة إرهابية منبوذة من غالبية المجتمع، ولا يستطيع أفرادها الأن أن يجهروا بانتمائهم لها، وذلك ليس للملاحقة الأمنية لهم.. بل لرفض المجتمع المصري لهم، واستغل كل أخطائهم فترة حكمهم في أن يلف الحبل حول أعناقهم. - ثانيًا.. المؤسسة العسكرية التي وقفت وراء هذا الرجل بكل ما أوتيت من قوة ووحدة وتماسك بين صفوف أعضاءها، وحفاظها على أن تكون على قلب رجل واحد في وجه دعوات التمرد والفرقة التي حاولها الإخوان، ولكنها محاولات هشة وضعيفة انكسرت وراء الصلابة والانتماء والتربية العسكرية الصارمة في الجيش المصري. - ثالثًا.. الشعب المصري العاطفي إلى حد الجنون، والذي لايمكن أن نصفه بأنه شعب عقلاني تخضع تصرفاته وآرائه لأي معنى من معاني المنطق أو الواقعية فأنا أجزم بما لا يدع مجالًا للشك بأن الشعب المصري شعب عاطفي بشكل مبالغ فيه، ولا تحركه إلا مشاعره وهواه، ورضاه عن الشئ يجعله في منزلة عليا وبغضه للشئ يجعله في أسفل السافلين، ولا ينظر هذا الشعب أو يحلل أو يقارن بعقله بل يقرر"عمياني" بالحتة اللي في الشمال وبس.. وبعد كده يبقى يفكر. - رابعًا.. الكسل اللي مكسل، والتواكل والفتور في كل الأحزاب والتيارات السياسية في مصر، والذي وصل لمنتهاه، فلا أحد منهم يتحرك أو يظهر وسط الناس أو تجده في قلب مشاكل الناس ليجد لها حلول، بدلًا من أن يبروزها ويقرفنا بيها في كل وسائل الإعلام على أساس إن احنا مش عارفيين مشاكلنا.. دا احنا ندرس أبوها، لكن حلولها المبتكرة أو الغير تقليدية فلا يجهد نفسه في أن يضع يده عليها أو أن يشحذ الهمم لمواجهة المشاكل وحلها.. فالتيارات السياسية في مصر بالضبط زي الفصوص في الساعة، ولا بتقدمها ولا بتأخرها منظر وخلاص. - خامسًا.. أول من اكتشف موهبة السيسي في مصر هو مرسي وجماعته، وليس من يوم توليته وزير الدفاع بل اعتقدوا أنهم يستطيعون أن يستقطبوه ويضموه لمعسكرهم منذ حادثة كشوف العذرية وخروجه واعترافه بهذه الحادثة وتكذيبه للفريق سامي عنان، الذي أنكر تمامًا حدوثها فظنوا أنهم يستطيعوا أن يستقطبوا رجل متمرد على الجيش ويصبح ولائه لهم، وهنا أصبح تحت المجهر بالنسبة للإخوان وتتوالى الأحداث بعد ذلك ليعينه مرسي وزير دفاع، وبعد ذلك تتوالى الإشادات والمجاملات والاعتزازات من مرسي وكل قادة الجماعة، وهوعمال ينيمهم ويؤكد على الشرعية وفي الآخر طلعت شرعيتهم فردة وشرعيته هو الفردة التانية. وبعد كل ده مش قادريين تفهموا إن مرسي وجماعته هو من أمر بتولي السيسي حكم مصر، وبتلوموا المصريين على حبهم الجارف وقناعتهم الأكيدة بأن لا يصلح غيره لحكم مصر، وتحويله من مرشح للرئاسة ورجل وطني يحب مصر وشعبها، إلى صاحب جميل ولازم يكمله.