تمكنت «الوطن» من اقتحام الحواجز الأمنية التى وضعتها إدارة المستشفى العام بمحافظة أسوان على عنابر المصابين فى أحداث العنف التى وقعت على مدار اليومين الماضيين بمدينة أسوان بين أفراد من قبيلتى بنى هلال والدابودية، بعد حدوث أعمال شغب داخل المستشفى وإطلاق البعض للأعيرة النارية فى محاولة لقتل المصابين من القبيلة الأخرى، واستمعت لشهادات بعض المصابين من أبناء القبيلتين.. قال إبراهيم محمد (22 سنة)، نوبى مقيم فى منطقة الشعبية بدائرة قسم ثان أسوان، وأحد المصابين: «كنت موجوداً فى الشارع مساء ليلة الجمعة الماضية، أثناء قيام أبناء الهلالية برمى الحجارة على منازلنا، وأصبت فى قدمى اليمنى، وعندما انبطحت على الأرض للاطلاع على الجرح أصبت بطلق نارى فى جانبى الأيمن جاء من اتجاه شباب الهلالية الذين كانوا يهاجموننا بكثرة، تمكنت من الوصول إلى دار ضيافة جمعية النوبيين، وتولوا نقلى إلى المستشفى بعد أن فقدت الوعى بشكل كامل». يضيف: خضعت لجراحة عاجلة لاستخراج الرصاصة من جسدى، وبعدها تم نقلى إلى داخل العنبر بجوار العشرات من أبناء عمومتى الذين أصيبوا فى نفس الأحداث بطلقات نارية وجروح قطعية فى حرب الشوارع التى شنها علينا «بنى هلال». وقال صلاح عبدالعزيز آدم، موظف بمسجد الرحمن، وأحد المصابين، من «بنى هلال»: تسبب بعض الصبية فى سرعة تدهور الأحداث وإصابة المئات من أبناء القبيلتين، وعلى الرغم من عدم وجودى خلال الاشتباكات التى وقعت بين القبيلتين، فإن النوبيين تعدوا علىّ بالضرب بمجرد أن رأونى فى طريقى إلى منزلى وسمعت بعض الشباب وهم يقولون «موتوه ده هلالى». إصابة الرجل الخمسينى لم تعد تؤلمه بعد أن شاهد ولديه مذبوحين وملقى بجثتيهما فى الشارع حيث يقول: «مجموعة من الشباب النوبى جم أخدوا عيالى الاتنين من البيت واحد متجوز ومعاه ولد وبنت والتانى الشهر الجاى كان هيدخل وخطفوهم، وسط وجود أعداد كبيرة من النوبيين خارج المنزل، وبعد عدة دقائق شاهدت 13 جثة ملقاة على الأرض من بينهم أبنائى، فقدت الوعى بعد أن ارتميت بجسدى عليهم لأحتضنهم، وبمجرد أن وصلت إلى المستشفى وخضعت لعملية إفاقة، هرولت إلى الجهات الأمنية لأبلغهم بما حدث لأولادى، وأبلغهم بمخاوفى على باقى أفراد أسرتى فكان ردهم: انت مش هتعلمنا شغلنا، إحنا عارفينه كويس، ومنذ تلك اللحظة لم أستطع الدخول إلى منزلى، بعد أن أخبرنى الأهالى بأن النار أكلت كل ما فيه». أما حسن على (22 سنة)، دابودى مقيم بمنطقة الشعبية، فيؤكد أن الوضع كان متأزماً تماماً خاصة بعد مقتل 3 نوبيين من بينهم امرأة نوبية (35 سنة)، وهو ما يخالف كل العادات والتقاليد فى المجتمع القبلى أن يتم قتل امرأة لمجرد سيرها فى الشارع. ويضيف «على»: تجمع الشباب النوبى وكان هناك تجمع مماثل للهلالية، وبدأت مشاجرة كبيرة بدأها أبناء «الهلالية» بإطلاق الرصاص فأصبت بطلقة فى قدمى اليمنى، ونقلت للمستشفى من خلال أبناء العمومة، وسط بركة من دماء أبنائنا القتلى الثلاثة، وهو الأمر المرفوض تماماً ولا يقبله أى منطق، ونحن ملتزمون حالياً بقرارات كبارنا بوقف نزيف الدم ونزع السلاح من الطرفين، خاصة مع وجود أمنى داخل منطقة الشعبية مقر الأحداث. وأكد الدكتور مجدى مصطفى، مدير مستشفى أسوان الجامعى، استقبال 28 حالة إصابة يوم الجمعة الماضى فى الاشتباكات الدموية بين أبناء النوبة وأبناء بنى هلال، منهم من تم احتجازه بالعناية المركزة والعظام والباطنة وهم 12 مصاباً، فيما خرج الباقون بعد تلقى الإسعافات الأولية وخروجهم من الاستقبال، قائلاً: «تطوع بعض الأطباء من مستشفى كوم أمبو، وكانوا يتابعون الحالات معنا، بالرغم من أننا قمنا بدورنا على أكمل وجه ولم نفرق بين أى من الطرفين، لأن مهنتنا هى مهنة إنسانية فى المقام الأول، وخرج من المستشفى جميع المصابين بعد انتهاء الفترة المقررة لهم بالمستشفى لأن الطب تقدم حالياً ويكمل المريض شفاءه تماما داخل منزله، حتى تكون هناك دورة سريعة لأسرّة المرضى بالمستشفى». .. و