أرسلت السيدة (م) تقول "ابني تمت خطبته مؤخرا، علاقته بعروسه طيبة، أحياناً يحدث بينهما خلاف كالعادة، يمر بسلام أحيانا، وأوقاتا أخرى أجده يتقوقع على ذاته مكتئبا، لا يريد التحدث مع أحد، يعاقب نفسه برفضه للطعام وعدم الخروج مع أصدقائه، وعندما أتحدث معه، يبدأ في لوم نفسه وتحقيرها وتصغيرها وترديد رسائل سلبية لها، ليقنع نفسه أن لا فائدة من وجوده في الحياة، وهكذا لدرجة انني لا أستطيع تغير فكره، فهل هذا مرض نفسي؟ تجيب الدكتورة هبة العيسوي، أستاذ الطب النفسي بجامة عين شمس، على هذا التساؤل، بأن هذا يعد مرضا نفسيا يسمي "جلد الذات"، وتوضح أن أسباب الشعور به تتمثل في: - الإخفاق في إقامة علاقة كما تمناها. - الإحباط وتعذر الوصول للهدف الذي يسعى له. - الشعور بالتقصير تجاه وطنه ومجتمعه وعمله وأسرته وأصدقائه. - هناك حالات مرضية يختلق الإنسان فيها أخطاء لم يرتكبها، ويقنع نفسه أنه يستحق اللوم والتحقير على ارتكابها. ووضحت أستاذ الطب النفسي أن ل"جلد الذات" آثارا تعود بالسلب على الإنسان، منها: - الهروب والانسحاب من المشكلات التي تواجهه، مع توجيه اللوم للذات بدلا من البحث في الأسباب ومحاولة إيجاد الحلول. - لا يسعى الشخص لحل المشاكل التي تمر عليه. - يحدث شلل في كل محاور التفكير، وتتأثر مسارات حياته وعلاقاته بالآخرين. - التعامل السلبي مع الحياة وتقلب أحوالها. - تختفي من أمام أعين الشخص الرؤية الحقيقة لطبيعة المشكلة، ومع الوقت يدمن على تعنيف ذاته، حتى تصبح عادة لحل المشاكل والتعامل مع المواقف بشكل سلبي. - اهتزاز ثقة المرء بنفسه، وخلق علاقة عداوة بينه وبين ذاته. - اضرابات النوم واللجوء لعادات غير صحية مثل الأكل المفرط أو الامتناع عن الطعام. - إهمال حياته وطموحاته وأهدافه. - تناول المخدرات والخمر والحبوب. وتقدم العيسوي طرق علاج هذه الحالة المرضية، والشعور بجلد الذات، فتشير إلى: أولا: يجب التعرف على هذه العملية النفسية التي تحدث بشكل متكرر. ثانيا: مواجهة المشاكل بطريقة أبسط، ويتبعها تبني حلول حقيقية. ثالثا: تقسيم الآمال العريضة لأهداف صغيرة، للوصول لطموحاته بدون الدخول في عملية جلد الذات. رابعا: يجب أن يكون خلوقا، لأن الأخلاق تحمي الشخص من جلد الذات.