بحكم طبيعة قريته التى يعمل أغلب أبنائها فى المشغولات اليديوية كتزيين الزجاج والكؤوس، تربى محمد كمال عبدالوهاب البالغ من العمر 45 عاماً، الذى يعانى من إعاقة حركية فى قدمه اليسرى، على الحرفة ذاتها، فبدأ العمل فى إحدى الجمعيات المنتجة بقريته فى محافظة الجيزة، فكان يساعد والده وأشقاءه فى هذه المهنة التى يراها بسيطة وممتعة حتى تعلمها وأتقنها، ثم بدأ فى تدريب مئات الشباب على تلك الحرفة للحفاظ عليها، يقول: «القرية تضم نحو 200 عامل كلهم بيشتغلوا فى تزيين الزجاج والكؤوس الزجاجية، بندربهم ونعلمهم ونخليهم يفتحوا مشروع صغير فى بيوتهم علشان يقدروا يمشوا بيوتهم، واللى بينتجوه نسوقه فى المعارض». إعاقتى لم تمنعنى من الإبداع.. وسعر اللوح الصغير 60 جنيهاً والمتوسط 70 والكبير ب80 أشكال مختلفة ومتنوعة من الزجاج الذى يزينه ويجمله «محمد» ويعرضها بالمعارض المختلفة، يضيف: «بزين الزجاج بكذا طريقة ممكن من خلال الفصوص أو إنى أضيف برونز ليه أو إنى أضيف قماش الستان، أو الحرير الخام، وده بيتم استيراده من الخارج وبنفتله ونصبغه بحسب اللون اللى عايزينه للمنتج اللى بنعمله، وعلى الرغم من كده أسعار ألواح الزجاج رخيصة وفى متناول أيدى الجميع، فمثلاً سعر اللوح الزجاجى الصغير 60 جنيهاً والمتوسط 70 والكبير 80 جنيهاً، وكله فى متناول أيدى الجمهور»، وأضاف «كمال» ل«الوطن» أنه يستعد لتسويق منتجاته «أونلاين» من خلال «فيس بوك»، ولديه العديد من المتابعين على صفحته، ومندوب يقوم بتوصيل الطلبات للزبائن حتى أماكن إقامتهم مقابل مبلغ بسيط، مشيراً إلى أنه يشارك فى كل المعارض المحلية كمعارض وزارة التضامن والقوات المسلحة والشرطة، حيث تلقى هذه المعارض إقبالاً كبيراً من الزوار، ويحقق من خلالها أرباحاً جيدة تساعده فى حياته، وأوضح: «المهنة دى عاوزة ناس بتحبها عشان تقدر تبدع فيها، وفيه ناس كتير بيشتغلوا فيها عشان يزودوا دخلهم بجانب شغلهم الأساسى»، مشيراً إلى أن إعاقته الحركية لم تمنعه من العمل بل كانت حافزاً له، واستطاع أن يعلم الكثير من أبناء قريته هذه الحرفة الخفيفة.