بين الأوجاع والانشغال في الحياة اليومية أو ضيق الرزق، قد تُسرق فرحة بداية عام جديد، ليظهر بابا نويل فجأة في "ببلاو" إحدى قرى صعيد مصر، يجوب بين الأطفال والعمال والفلاحين بهداياه البسيطة، امتلأت وجوههم بابتسامتهم الهادئة، وداعبت الفرحة يومهم بعد أن كسر 4 من شباب محافظة أسيوط روتين يومهم بمفاجأة لم تخطر على بالهم. رامي ومحمد وفادي وماريو، شباب بخلفيات مختلفة، اجتمعوا على وداع 2019 واستقبال 2020 بإدخال السرور، إذ استغل رامي فريد، صاحب الفكرة، احترافه التصوير الفوتوغرافي لتوثيق اللحظة والابتسامة، وجهز محمد، مسؤول صفحة مجتمع ديروط على فيس بوك، الهدايا، وجهّز فادي جون كاميرا لعمل فيلم يجمع ردود الأفعال، في الوقت الذي ارتدى فيه ماريو شهدي ملابس سانتا كلوز أو بابا نويل، مستغلا شخصيته وتعبيرات وجهه في التفاعل ببساطة وبشكل كوميدي مع من يقابلوه. رامي: بابا نويل في مبادرة سانتا كلوز الصعيد زار أطفال مستشفى ديروط من القاهرة، حيث أصبحت إقامة رامي، ومن أسوان، حيث يعمل ماريو، سافرا خصيصا لوداع العام بين أهالي قريتهم "ببلاو" بمركز ديروط في أسيوط، ويروي رامي: "عملنا الفكرة دي في قنا من سنتين، مقدرناش نعملها السنة اللي فاتت، والسنة دي قررنا نعلمها في قريتنا، فيه ناس كتير مشغولة بالحياة وغلابة ومش بيحتفلوا وقررنا نكون معاهم عشان نفرح معاهم وبيهم". بين أنحاء القرية حيث يلهو الأطفال، أو تجلس إحدى السيدات أمام منزلها منشغلة في مشكلة تواجهها، وآخر منهمك في حقله، وآخرون يعملون في أشياء مرهقة بين حمل الطوب وبنائه، بدأ الشباب الأربعة يعطون إياهم هدية بسيطة، لعبة أو بالونة أو شيكولاته وموز، ليجدوا ردود فعل ترحب بهم: "كنا بنقولهم السنة الجاية هتبقى حلوة وأسهل من اللي فاتت، ولو فيه حاجة صعبة مروا بيها أكيد ربنا هيعوضها، وكتبنا كل عام وأنتم بخير على ورقة مع كيس الهدية"، بحسب رامي في حديثه ل"الوطن". في مستشفى ديروط العام، قرر شباب أسيوط أن يكون لقسم الأطفال نصيب من مبادرة "سانتا كلوز الصعيد"، إلا أنّهم شعروا بالخوف من رفض المستشفى دخولهم، أو أن تثير المبادرة دهشة الناس، بسبب اختلاف العادات والتقاليد، فالفكرة غربية والمجتمع صعيد أصيل، إلا أنّ المستشفى رحب بهم، إضافة إلى أنّ الكبار المرافقين للصغار بدت ملامحهم أكثر فرحة، وتحولت المستشفى من أنين لغناء وفرح ورقص مع بابا نويل: "أكتر مشهد فرحني وخلاني عايز السنة تخلص بسرعة ونروح نفرح ناس كمان وكل أهل الصعيد".