استقبل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، منذ قليل، بمقر مشيخة الأزهر، وفدًا من كبار العلماء بالمغرب والجزائر منهم العلامة الدكتور محمد بن شريفة، عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وزوجته الدكتورة عصمت دندش، أستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، و الدكتور عمار طالبي، نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر. وأكد الإمام الأكبر للوفد اهتمام الأزهر الشريف بمنظومة القيم والثقافة الإسلامية الأصيلة والتي عبر عنها العلماء على مر العصور بضرورة الالتزام بعقيدة أئمة أهل السنة والجماعة، وفقه الأئمة الأعلام في الفروع وبالتزكية والسلوك في العمل. كما أعرب "الطيب" عن استعداد الأزهر لنشر كتب التراث التي تعبر عن عمق العلاقات ووحدة المشرب بين أبناء المشرق والمغرب العربيين، قائلا: "الأزهر كان سباقا في القرن التاسع عشر الميلادي لنشر عيون التراث الإسلامي، بل يعتبر الأزهر رائدًا في مجال التحقيق وإحياء التراث، ولا يزال اسم نصر الهوريني تتداوله الأقلام ويرجع إلي منشوراته المختلفة الطلاب والعلماء في المغرب والمشرق على السواء، بل يعتبر كتابه المطالع النصرية للمطابع المصرية أول كتاب في كيفية طباعة وتحقيق الكتب التراثية، والقائمة طويلة لرواد الأزهر الشريف في هذا المجال". وجرى الحديث عن المراسلات التي جرت بين الإمام الأكبر محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر الأسبق، ورئيس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر الشيخ عبد الحميد بن باديس، حيث أكد الأخير أن الأزهر الشريف هو الذي يمثل الخلافة العلمية للعالم الإسلامي شرقًا وغربًا. وبدوره، أوضح د.عمار طالبي، أن الأزهر الشريف يمثل للجزائريين المرجعية الوسطية التي تعبر عن تعاليم الإسلام بوسطيته وسماحته، مؤكدًا أن طلاب العلم لايزالون ينهلون من هذا الصرح العلمي الكبير إلي هذا اليوم.