قال الدكتور ماجد بن على النعيمى، وزير التعليم العالى والبحث العلمى البحرينى، إن العالم العربى يشهد تقدماً ملحوظاً فى مسيرة البحث العلمى، لكنه فى حاجة إلى استراتيجية تهدف إلى ربطه بالصناعة والإنتاج. وأكد «النعيمى»، فى حديثه ل«الوطن»، أن تطبيقات تكنولوجيات الذكاء الاصطناعى أصبحت مطلباً رئيسياً لاستكمال أهداف التنمية فى الدول، مشيداً بخطوات عدد من الدول العربية تجاه استخدام هذه التكنولوجيا، لافتاً إلى أن الطالب العربى لديه القدرة على تحصيل كل العلوم الحديثة. * بداية.. حدِّثنا عن مشاركتك فى المؤتمر؟ - مشاركة طبية وسعدت بالدعوة لها، خاصة أن المؤتمر كان يناقش محوراً رئيسياً من المحاور التى باتت تشغل الساحة العربية والعالم كله، هو الذكاء الاصطناعى، ويناقش عدداً من الجوانب يمكن الاستفادة منها فى خدمة المواطن العربى. * هل الدول العربية تأخرت فى مجال الذكاء الاصطناعى؟ - الدول العربية ليست بعيدة عن تطبيقات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى، والحقيقة أن الذكاء الاصطناعى أصبح لغة العصر، ومطلباً رئيسياً للجامعات وللتعليم، حاضراً ومستقبلاً، خاصة أن هناك رؤية وخطة تهدف إلى تطوير المناهج الدراسية وطرق التدريس، ولا يمكن إغفال هذا الجانب من التطور.ولا أنكر المجهودات المبذولة من بعض الجامعات بشأن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعى، ولكنها ليست كافية، لأن التطور مستمر يوماً بعد يوم، خاصة فى مجال تكنولوجيا المعلومات وغيرها من العلوم المختلفة، ودخول الدول العربية فى هذا المجال والتعمق فيه هو بمثابة خطوة متقدمة جداً، وتأخرنا فيها قليلاً، ولكن الحمد لله الكل بدأ يتماشى مع متطلبات العصر. الطالب العربى لديه القدرة على تحصيل كل العلوم الحديثة.. والتشريعات ضرورة لاستخدام «تكنولوجيا الذكاء» فى الأغراض السلمية
* هل سيكون هناك إقبال من قِبل الطلاب العرب على تخصصات الذكاء الاصطناعى الفترة المقبلة؟ - بالتأكيد، فالطالب العربى يتميز بسرعة البديهة واكتساب المعلومات والسرعة فى التعايش مع مجريات الأمور، خاصة أن سوق العمل الفترة المقبلة ستحتاج لهذا النوع من التطور والتخصصات المتميزة، كما أن تطبيقات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى أصبحت تدخل فى جميع الأمور، ومنها الصحة وإجراء العمليات الجراحية وكذلك التصنيع، ولكن سيبقى الإنسان هو المحرك الرئيسى للآلة والذكاء الاصطناعى. *وما الذى يجب أن تفعله الجامعات العربية لمواكبة التكنولوجيات الرقمية؟ - يجب على الجامعات ومنظمات التعليم العالى مواكبة التحدى والمتغيرات، وأن تتابع كل ما هو جديد، وأعتقد أن عدداً من الدول العربية قطع شوطاً كبيراً فى هذا المجال. * وهل نحتاج لتشريعات لضبط استخدامات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى؟ - بالفعل، نحتاج لسنّ عدد من التشريعات لاستخدام تكنولوجيات الذكاء الاصطناعى فى الأغراض السلمية وغير الضارة للأشخاص، خاصة أن كل الحضارات بها جانب من التشريع يقيد عدداً من الأمور التى تتعلق بالمواطن والإنسان، مثل التوقيع الإلكترونى والتجارة الإلكترونية. * فى وجهة نظرك كيف ترى مسيرة البحث العلمى فى الوطن العربى؟ - البحث العلمى هو من الأهداف الأساسية ومطلب حيوى للإنسان عامة، ونحن فى دولة البحرين تحت رعاية الملك حمد بن عيسى، قمنا بوضع استراتيجية كاملة للاستفادة من منظومة البحث العلمى والتعليم العالى، وما زال البحث العلمى فى الوطن العربى يحتاج إلى تطوير وربطه بالجانب الصناعى.
* هل هناك مخصصات للبحث العلمى خارج ميزانية التعليم العالى؟ - بالفعل، قمنا بتخصيص نسبة معينة من ميزانية كل جامعة خارج ميزانيتها الرئيسية للبحث العلمى وتنميته، وكذلك تنمية الباحثين وأعضاء هيئة التدريس، كما أن مسيرة التعليم نجحت فى الإسهام فى محاور التنمية، وتحقيق مكانة مشرفة للبحرين. * وكيف ترى العلاقات المصرية - البحرينية؟- هناك علاقات قوية تربط بين مصر والبحرين عبر التاريخ، وهناك روابط متينة تجمع بين البلدين، وأُشيد بعناية الحكومة المصرية بطلاب البحرين فى جميع الجامعات المصرية الحكومية منها والخاصة، ونحرص على الارتقاء بالعلاقات مع مصر، والوصول بها إلى مستويات متميزة.