قالت الأمريكية جيسيكا كوكس، أول شخص يقود طائرة بقدميه، إنها حلمت بالتخلص من قيودها التي تأتي بأشكال شتى، سواء كانت بدنية أو ذهنية. وأضافت خلال كلمتها في فعاليات منتدى شباب العالم، في نسخته الثالثة بمدينة شرم الشيخ، بحضور الرئيس السيسي: "عندما كنت صغيرة، حلمي من التخلص من القيود كان يتحقق في ساحة اللعب، وكنت أحلم بتسلق الزلاجة والانزلاق، وكنت أستخدم ذقني وأكتافي كي أتسلق، وفي كل مرة كنت أحاول فيها التسلق، كان من حولي يحاول منعي خوفًا من السقوط، وكان ذلك يشعرني بالإحباط، وكنت ما أفعله هو أن أجلس على الأرجوحة وأتخيل نفسي أحلق عاليًا في ساحة اللعب". وتابعت: "كانت هذه هي الطريقة التي فكرت فيها لكي أقوم بكل شيء أود القيام به، حتى أصبحت أول قائدة طائرة دون أذرع". وأردفت: "قيل لي إن الشخص العادي يحصل على كم هائل من الطاقة السلبية والتأثيرات السلبية قبل بلوغه 18 عامًا، ولكي نتخلص من هذه القيود التي تُفرض علينا أو نفرضها على أنفسنا، يجب أن نحدد مسارنا من خلال المثابرة ودون خوف، وأن نتحول إلى طريقة تفكير دون قيود، ونحدد ما هو ممكن في حياتنا". وأشارت، إلى أنه في بداية رحلتها كي تصبح طيارا، كانت تجد نفسها تتعامل مع التحديات الأساسية التي لا يفكر فيها الطيارون الآخرون، وكان يتوجب عليها ربط نفسها بنقاط الأمان الأربع في الطائرة: "عندما نظرت في أرض الطائرة وقع نظري على حذائي، وذكرني ذلك بالمرة الأولى التي ربطت فيها حذائي بنفسي". وأوضحت، أنها تعلمت ربط حذائها عندما كانت في المرحلة الابتدائية، وكانت تراقب مدرستها التي أوضحت بيديها كيفية ربط الحذاء: "عندما رأيت أن قدميها داخل الحذاء عرفت أن الطريقة الاعتيادية لن تفلح معها، وعلى عكس كل من كان في فصلي، أخرجت قدماي من الحذاء، واستخدمت أصابع أرجلي لربط حذائي". وتمكنت أول قائد طائرة دون ذراعين من ربط حذائها، خلال ظهورها على منصة المنتدى، قائلةً إنها نجحت في فعل ذلك بعد مئات المحاولات عندما كانت صغيرة. وواصلت: "لم أتعلم فقط ربط حذائي، لكني تعلمت أيضًا التفكير خارج الحذاء"، وبالعودة مرة أخرى إلى التدريب على الطيران، قالت جيسيكا، إنها كانت جالسة في مقعدها، وأدركت أنها لا يمكن لقدمها أن تصل إلى حزام الأمان، ومن ثم غيرت منظورها، ووقفت على الكرسي وربطت حزام الأمان أولًا وخففت الأشرطة ثم تمكنت من خلال أصابع قدميها من ربط الحزام، وبعد ساعة إلا ثلث وإرشادات المدرب الذي كان منبهرًا، قالت إنها "قامت بذلك بالتفكير خارج حذائها". وعن معنى مصطلح "التفكير خارج الحذاء"، قالت إنها المعتقدات المقيدة والعادات والإفراط في التعقيد والأعذار: "إننا محددون بحذائنا، ويجب أن نفكر خارجه، والتحدي بالنسبة لأي أحد هو التحلي بالمرونة الكافية للتفكير خارجه". وواصلت: "كانت هناك 3 طائرات و3 مدربين مختلفين وبعد مرور 3 أعوام، تحول إلي مدربي، وقال لي: "الآن يمكنكِ قيادة طائرتكِ بمفردك"، كنت أنتظر هذه اللحظة وعلى أتم الاستعداد للإقلاع، وقدت الطائرة على المدرج حتى النهاية، وكانت أصابع قدمي اليمنى واليسرى تمسكان بعصى التحكم، وبينما كنت أقلع كنت في قمة تركيزي حتى أنني لم أدرك أنني أطير، وعندما وصلت إلى ارتفاع 10 آلاف قدم، أدركت الأمر، وهو أنني قمت بالطيران". ويشهد منتدى شباب العالم هذا العام نموذج محاكاة الاتحاد من أجل المتوسط MUFM لدعم الشباب في منطقة البحر المتوسط للالتقاء من أجل مستقبل أفضل. كما يشهد النموذج مشاركة ممثلين لدول الاتحاد من أجل المتوسط والبالغ عددهم 43 ممثلًا، لتحقيق أهداف التنمية البشرية والاستقرار والتكامل الإقليمي. ويتضمن المنتدى أيضًا منصة INSPIRE.D ليعبر خلالها الشباب من مختلف أنحاء العالم عن تجاربهم التي مروا بها في حياتهم وخبراتهم في مناحي الحياة المختلفة، بمشاركة 8 متحدثين، يروون رحلاتهم من أجل مساعدة الإنسانية.