تحشد وزارة الأوقاف منابرها الدعوية على مستوى الجمهورية، والتي يقدر عددها ب 120 ألف منبر للحديث عن "سنن الله تعالى الكونية وإجراء المسببات على الأسباب". وتشمل الخطبة الموحدة الحديث حول أن العمل والأخذ بالأسباب واجب الوقت، ولن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمور دنيانا، وأن الزراعة قوةً والصناعة قوة وإعداد الجيوش قوة. كما تشمل الخطبة الحديث حول أن الإنفاق على الجيوش وتجهيزها أفضل وجوه الإنفاق في سبيل الله، وما تقوم به الدولة المصرية في وقتنا الراهن تطبيق عملي واع لمفهوم الأخذ بالأسباب. ويشمل موضوع خطبة الجمعة الحديث عن سنن الله الكونية وقوانينه التي تحكمه، والقواعد التي تسير حركته ، فلا يتقدم لا حق على سابق، ولا يتأخر سابق عن لاحق ، قال تعالى: "لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون"، ولقد جعل الله هذه السنن ميزانا يضبط قواعد الحياة، ويتحقق به إعمار الأرض، والحفاظ عليها الذي هو غاية من غايات الخلق، حيث يقول سبحانه: "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها"، وأن من سنن الله تعالى الكونية إجراء المسببات على الأسباب، فإذا وجدت الأسباب تحققت النتائج ، وهذا قانون عام محكم، يجري على الكون كله، في كل زمان ومكان، فلكل شيء سبب. كما تؤكد الخطبة أن الأخذ بالأسباب لا يتعارض ولا يتنافى مع التوكل على الله "عز وجل"، فإن من علم حقيقة التوكل اجتهد في الأخذ بالأسباب، فالمتوكل الحقيقي يأخذ بالأسباب، ويبذل طاقته وجهده، ويرد الأمر كله لله صاحب التوفيق والفضل والعون، قال تعالى: "إياك نعبد وإياك نستعين"، وفي تطبيق عملي لمعنى التوكل على الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا".