سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البرادعى يطلق «الدستور» رسمياً.. وسياسيون: الحزب فرصة لإنقاذ الليبراليين البرادعى: حصاد المرحلة الانتقالية «مأساوى».. البرلمان مشكوك فى شرعيته.. وقضاء منعدم الاستقلال
لخص الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الهدف من حزبه الجديد «الدستور»، فى «إنقاذ ثورة 25 يناير»، التى انحرف مسارها وقاربت أن تجهض، وقال: سنعمل على استعادة وحدتنا فى تحقق أهداف الثورة الممثلة فى «العيش والحرية والكرامة الإنسانية». وانتقد البرادعى فى أول مؤتمر صحفى عقب الإعلان عن نيته تشكيل حزب جديد أمس السبت بنقابة الصحفيين، ما وصفه «المرحلة الانتقالية المأساوية»، وقال: «عندما قمنا بالثورة لم نكن نتصور الوضع المذرى الذى نحن فيه اليوم والاقتصاد المتدهور، والبرلمان الذى لا يمثل جميع طوائف الشعب والمشكوك فى شرعيته، ووجود انتخابات لرئيس جمهورية لا يعرف صلاحياته». وأضاف: «بعد أكثر من عام على الثورة لا يوجد اتفاق على الجمعية التأسيسية، ولم نكن نتوقع أن يكون القضاء بهذا المستوى من انعدام الاستقلالية، والإعلام مازال بوقاً للنظام»، ولكل هذه الأسباب وغيرها قررنا أنه حان الوقت لبدء عمل سياسى منظم من أجل أن نعيش أحراراً فى بلادنا». الحزب الذى أعلن عن تكوينه فى 22 أبريل الماضى بعد اجتماع موسع للأعضاء المؤسسين حمل حلم البرادعى بوصول عدد الأعضاء إلى 5 ملايين مواطن، شهد مؤتمره التأسيسى حضور أغلب قادة الحزب الجديد، منهم الناشط السياسى أحمد حرارة والدكتور حسام عيسى والسفير فؤاد شكرى، والناشطة جميلة إسماعيل. البرادعى شدد على رسالة وهدف الحزب وهما «جمع شمل المصريين»، قائلاً: «نمد أيادينا لجميع الأحزاب الموجودة على الساحة.. والهدف فى النهاية أن نكون قوة واحدة تعمل لهدف واحد هو إنقاذ الثورة لنبدأ بناء مصر النهضة»، مجيباً عن سر اسم «الدستور» بالقول: «الدستور هو العقد الاجتماعى والقانون الأساسى الذى يربط كل المصريين بصرف النظر عن لونهم ودينهم، وهو القيم الأساسية التى نتفق عليها لنعيش فى ظلها». وحول الخطوات التنظيمية التى من المفترض اتخاذها، كشف البرادعى عن مؤتمر آخر فى 18 مايو المقبل ليكون بمثابة الاحتفال التأسيسى، وقال: «نحن نتكلم عن عمل عقلانى سيأخذ وقتاً.. هدفنا خلال سنوات بناء حزب على أسس سليمة وطنية، مشيراً إلى أن النتائج قد تأخذ شهوراً أو عاماً، والهدف الأساسى أن يصبح حزب الأغلبية ويضم ال 20 مليون مواطن الذين نزلوا الشوارع خلال الثورة». وسيطرت الفوضى على أجواء المؤتمر بسبب التكدس داخل القاعة بنقابة الصحفيين، ومنع عدد كبير من مراسلى وسائل الإعلام من الدخول مما ترتب عليه مشادات كلامية طفيفة مع أمن القاعة. وعبر محللون وممثلون عن الأحزاب الليبرالية عن تفاؤلهم بنجاح مبدئى لحزب «الدستور» بعد الظهور الرسمى، وقالوا إن التجمع النخبوى بالكيان الجديد الذى وصل ل 100 رمز سيمنح الحزب القبول الشعبى بشرط التعلم من أخطاء الماضى فى عدم التواصل مع الشارع. ويرى الدكتور جمال عبدالجواد، المدير السابق لمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن الحزب الآن بات موضع اختبار حقيقى أمام الرأى العام، وقال: إن تكوين حزب سياسى كبير يضم نخبة من الرموز الليبرالية يجعله محط أنظار القوى الشبابية ذات الاتجاه المدنى التى تسابقت منذ الإعلان المبدئى للحزب نحو الانضمام إليه، مضيفاً أن الأحزاب الليبرالية ذات المردود الضعيف شعبياً والتى تسعى نحو الاندماج داخل «الدستور» ستكون أكثر المستفيدين من الحزب الجديد، لأنها ستعيد اكتشاف نفسها، حسب قوله. ويوضح أن القبول الشعبى لحزب البرادعى يصعب توقعه الآن، وقال: إن الأمر يتوقف على مدى قدرة رموز الحزب على التواصل الفعال مع الشارع، خاصة أن القاعدة الانتخابية تميل الآن نحو التيار الإسلامى، مؤكداً أن النخبة المدنية الكبيرة التى وصل عددها إلى 100 شخصية تستطيع إحداث مؤشر إيجابى خلال الفترة المقبلة بشرط التعلم من أخطاء الماضى القريب. وأعرب عبد الجواد عن قلقه من أن يجعل الصراع الدائر حول معايير الجمعية التأسيسية للدستور وحرب الانتخابات الرئاسية التكالب الجماهيرى نحو الحزب قليل الفعالية. كان عدد من قيادات الأحزاب الشبابية كالعدل والوعى، قد أعلنوا اندماجهم فى الكيان الحزبى الجديد للبرادعى، فضلاً عن مفاوضات تجرى على قدم وساق بين حزبى المصرى الديمقراطى والجبهة نحو الاندماج فى حزب «الدستور». بدوره، رحب حسام الخولى، القيادى بحزب الوفد، بتدشين «الدستور»، مستبعداً وقوع انشقاقات بداخله بعد تأسيس حزب «البرادعى»، وقال: «الوفد له تاريخ ولديه اسم نضالى ليبرالى راسخ». وتوقع «الخولى» أن تنشأ ثلاثة أحزاب ليبرالية كبيرة تنافس الأحزاب الإسلامية القائمة فى غضون عام من الآن، وأن ينضم العديد من ائتلافات شباب الثورة إلى حزب الدستور، مستبعداً اندماج الأحزاب الليبرالية فى حزب واحد مستقبلاً.