منعت السلطات المحلية في مدينة طنجة، حفلا فنيا كانت ستقيمه شبيبة حزب "العدالة والتنمية" اليوم، بمناسبة اختتام ملتقاها الوطني، كان من المنتظر أن يحضره رئيس الحكومة وأمين عام الحزب عبد الإله ابن كيران. وقال القيادي في الشبيبة خالد بوكرعي، "توصلنا بقرار المنع المكتوب من طرف السلطات المحلية مساء أمس، وأخبرونا أن قرار المنع يرجع لدواع أمنية". وأضاف "كان من المنتظر أن يحضر السيد رئيس الحكومة وأمين عام الحزب عبد الإله ابن كيران إلى الحفل ويلقي خطابا أمام الحاضرين". وأكد مسئول في وزارة الداخلية رفض الكشف عن هويته قرار المنع، وأوضح أن هذا القرار اتخذ بهدف الحفاظ على الأمن والنظام. واستغرب بوكرعي من كون "جمعية تابعة لعمدة مدينة طنجة الذي ينتمي لحزب الأصالة والمعاصرة الموجود في المعارضة (أسسه صديق الملك ومستشاره الحالي فؤاد عالي الهمة) نظمت قبل شهر حفلا فنيا في الساحة نفسها التي منعنا منها". واستنكر بيان للشبيبة قرار المنع، معتبرا أن الدواعي الأمنية "مبررات واهية تحيلنا على بؤس منطق السلطة في التعامل مع الهيئات السياسية"، مضيفا أنه "أسلوب المنع الذي لا منطق له في عهد ربيع الشعوب". وأضاف بوكرعي "إقامة الحفل في مكان عمومي مثل ساحة الأمم وسط طنجة يتطلب إشعارا للسلطات، ونحن قمنا بذلك منذ أكثر من شهر، فلماذا يتم منع مثل هذا الحفل الفني؟". وأعلن شباب الحزب على صفحة الملتقى على تويتر أنهم سيقومون بوقفة احتجاجية على قرار المنع الذي طالهم من طرف السلطات. وأضاف بيان الشبيبة أن "نضالنا ضد جيوب مقاومة الإصلاح وقوى الردة مستمر حتى تحقيق المواطنة الكاملة التي تكون فيها الكلمة الأخيرة للقانون بدل منطق التعليمات البائس". من جانبه، قال عبد الحالي حامي الدين القيادي في حزب العدالة والتنمية إن "السلطات لم يعجبها النقاش الحر الذي دار خلال أيام ملتقى شبيبة العدالة والتنمية فقررت الانتقام من الشباب بمنع الحفل الذي كان من المنتظر أن يحضره رئيس الحكومة ويلقي خلاله خطابا". وقال حامي الدين خلال أحد لقاءات ملتقى شباب الحزب في طنجة، تعليقا على إعطاء الملك محمد السادس أوامره لوزير الداخلية بتوقيف أمنيين على الحدود، أن الأمر غير دستوري وفيه تطاول على صلاحيات رئيس الحكومة وتجاوز له. وانتقد شباب العدالة والتنمية وبعض المحاضرين بشدة طقوس حفل الولاء للملك، معتبرين أن الركوع له وهو ممتط صهوة جواده إهانة للمغاربة، كما انتقدوا تدخل الملك ومحيطه في اختصاصات رئيس الحكومة التي يخولها له الدستور. وقال البرلماني في حزب العدالة والتنمية عبد العزيز أفتاتي إن "المنع إهانة لحزب العدالة والتنمية لا يجب أن يسكت عليها، وإلا فإن الحزب سينحدر إلى ما تحت القاع". وأضاف أفتاتي "إن قرار المنع مهزلة، ولو أن دواعيه أمنية فعلا فيجب إخلاء مدينة طنجة المليئة بالسياح والتي تدب فيها الحركة ليلا ونهار. إن المبرر واه ولا بد أن هناك نية في معاقبة الشباب على صراحتهم". وكان أفتاتي قد اعتبر اعتذار رئيس الحكومة إلى الملك ومستشاريه عما كتبته الصحافة عن توتر العلاقة بين القصر والحكومة "بلا معنى ولا موجب"، وتساءل أفتاتي عمن له المصلحة اليوم في الإضرار برجالات الدولة، مثل عبد الاله بن كيران وغيره. وعقد شباب العدالة والتنمية ملتقاهم الوطني السابع، والأول بعد تولي حزبهم لرئاسة الحكومة، في مدينة طنجة ما بين 6 أغسطس والأول من سبتمبر تحت شعار "شباب مع الإصلاح، ضد الفساد"، استضافوا خلاله شخصيات من تونس ومصر وفلسطين ومسؤولين ووزراء في الحزب.