"كانوا عاوزين أماني لوحدها لكن تعلقها الشديد بأبوها كان السبب في أن تذهب معهم" هكذا تحكي أم هاشم محمد الحسيني، جدة الطفلة أماني لوالدها، للمرة الأولى اللحظات الأخيرة، قبل اختفاء أماني ووالدها لمدة 8 أيام ولم يجري الكشف عن مكانهما. قالت أم هاشم ل "الوطن" إننا ذهبنا إلى المحكمة يوم الأحد 29 سبتمبر وكنت قدمت طلب للمحامي العام لاستلام حضانة "أماني" حسب القانون، وكان ابني محمد سمير وابنته، يسألون في قضية تعذيبها في نفس المحكمة أمام النيابة الكلية، وظل الأمر حتى مساء هذا اليوم.
وأضافت الجدة للأب، بعد أن قدمت الطلب للمحامي العام انتظرت مع ابني لأنه كفيف إلى أن حضرت سيارة إسعاف، وركبناها إحنا الثلاثة، ولم تتحرك السيارة بنا، بل توقفت بنا أكثر من ساعتين، إلى أن حضرت سيارة ميكروباص حاول الأشخاص الموجودين بها، أخذ أماني فتشبثت بأبوها بقوة، وأنا أيضا تمسكت بها، لكنهم تمكنوا من إبعادي عنها إلا أن أماني لم تترك أبوها وتشبثت به بقوة غريبة لدرجة أنهم لم يقدروا على إبعادها عنه". وتابعت أم هاشم أن: "السيارة الميكروباص تحركت بالبنت وأبوها، كنا في منتصف الليل، وبقيت أنا في الشارع لا أعرف كيف أتصرف، حتى سألت على موقف شربين وركبت من موقف طلخا وعندما وصلت إلى عزبة الحاج خليل نزلت هناك عند أقارب لي وفي الصباح ذهبت إلي بيتي". وأكدت أم هاشم أنها طوال 8 أيام حاولت هي وزوجها الاطمئنان على ابنها وابنته، وترددوا على مركز الشرطة والنيابة، وأكدوا لنا أنه سيجري الاتصال معهم، حتى جاء موعد أول جلسة محاكمة فذهبنا للمحكمة وفوجئنا بأن المحامي يخبرنا أن أماني وأبوها في الطريق وسيحضرون الجلسة وهو ما حدث بالفعل إلا أن الجلسة تأجلت إلي يوم 9 أكتوبر الجاري. وكانت أماني ووالدها منذ يوم الأحد الماضي توجهوا بسيارة إسعاف إلي القاهرة للعلاج، ولم يتم الكشف عن مكانهما وإخفائهما عن وسائل الإعلام إلى أن ظهرا أمام المحكمة. وقال أسامة ياسين، محامي أسرة الطفلتين أماني وجنة، إن أماني ووالدها توجهوا بصحبة أسرتهم إلى قريتهم بساط كريم الدين مركز شربين بالدقهلية، وأنها ستكون معه خلال فترة علاجها. وأضاف ياسين ل"الوطن" أن الحضانة تكون الجدة للأم، ثم للجدة للأب، وفي هذه الحالة ستنتقل إلي حضانة جدتها لوالدها، والطفلة متعلقة جدا بوالدها ولا تفارقه لحظة واحدة، منذ أن جرى إعادتها من جدتها التي عرضتها لأبشع أنواع التعذيب. يذكر أن محكمة جنايات المنصورة نظرت أمس، أولى جلسات المحاكمة إلا أن عدم توافر محامي للمتهمة جعل رئيس المحكمة يؤجل نظر القضية للغد لحين حضور محامي عنها. وأحالت النيابة العامة المتهمة للجنايات بعد أن وجهت لها اتهامين، هما تعريض حياة حفيدتها المجني عليها الطفلة للخطر، وضربها وجرحها محدثة بها إصابات أفضت إلى موتها، وأحرزت أدوات تستخدم في الاعتداء على الأشخاص بغير مسوغ قانوني أو مبرر من الضرورة المهنية أو الحرفية، بأن أحرزت خرطوم وشرشرة وحبلا وكماشة لاستخدامها في ضرب حفيدتها المجني عليها الطفلة على النحو المبين بالتحقيقات.