فى برنامج شهير أذيع خلال شهر رمضان الماضى بعنوان «زمن الإخوان» استضاف المذيع المتميز طونى خليفة فضيلة المرشد السابق (مهدى عاكف) كى يكشف لنا عن معنى أخونة الدولة، وحين سأل مقدم البرنامج عن زمن الإخوان قال: إنه لم يأت بعد، فاندهش المقدم وقال متى يكون إذن زمن الإخوان؟، فقال: عندما يتولى الإخوان كل المناصب الوزارية بأكملها والمحافظين والسفراء ورؤساء الجامعات والقضاء، فقال له المقدم: أى أخونة الشعب ومؤسسات الدولة، فرد قائلاً: هذا شرف لهم!! وفى حديث آخر قال المهندس سعد الحسينى وهو شخص مرموق فى الجماعة وحزب الحرية والعدالة: إن أخونة الدولة هى الديمقراطية بعينها، وإن من يعارضها هم محبو الدولة العسكرية. وإن الحزب الفائز بالأغلبية من حقه حكم البلاد وتغيير مفاصل الدولة لأن الجماهير فوضته فى ذلك! فى الحقيقة إذا كان فوز حزب بالأغلبية فى الانتخابات البرلمانية تعنى تحكمه فى كل مفاصل الدولة وتمكينه من كل المناصب كقول فضيلة المرشد السابق، يعنى ذلك أن كل أربع سنوات سوف يتم إحلال وتجديد فى كل مفاصل الدولة أو أن التغيير فى حد ذاته يجعل هذا الحزب حاكماً إلى الأبد. وبهذا المنطق فإن الحزب الوطنى لم يكن فاسداً.. لأنه من وجهة نظره كان الحزب الحاكم وصاحب الصلاحيات والسلطات، وعندما يقوم البعض برفض أخونة الدولة يستنكر الإخوان هذه العبارة ويقولون: هذا اللفظ مغرض لتخويف المواطنين من الإخوان واستخدامه كفزاعة جديدة. ومن هنا أسأل المهندس سعد الحسينى: ما هى الديمقراطية من وجهة نظرك فى أن يتولى الإخوان كل مناصب الدولة ويتحكم فى سياستها دون النظر للآخر..! وإذا كانت الديمقراطية لا تستطيع أن تستفيد من كل كفاءات المجتمع وكأنه أصبح عقيماً لا ينتج كفاءات إلا من الجماعة أو من هم محبون وموالون لحزب الحرية والعدالة. وإذا كان مفهوم الديمقراطية سيطرة حزب واحد على مفاصل الدولة وقطاعاتها.. بالتأكيد لم تكن هذه هى الديمقراطية التى نادى بها الثوار فى التحرير..! الديمقراطية الحقيقة هى استغلال كل كفاءات المجتمع أياً كانت انتماءاتهم وعقائدهم حتى يستفيد المجتمع من كل أبنائه.. والديمقراطية هى أن تستمع لمعارضيك وأن ترى فى آرائهم ما يصحح مسارك حتى تستطيع أن تصل إلى سياسات سليمة وقرارات صائبة ولا تستنسخ تجربة الحزب الوطنى فهو كان يمتلك كل شىء ولا يسمع أو ينظر لمعارضيه حتى وصل بنا الحال إلى ثورة اقتلعته من جذوره. أنا أتمنى أن يدرك حزب الحرية والعدالة أن الديمقراطية الحقيقة هى فى مشاركة كل أطياف المجتمع وتياراته فى إدارة البلاد حتى يصبح التحول الديمقراطى سليماً، وأن تسمع لمعارضيها ولا تتخذ منهم أعداء وتنظر لهم على أنهم معرقلون لمشروعها. المشاركة هى الوسيلة الوحيدة لبناء نظام ديمقراطى سليم يحلم به كل المصريين ويشارك فيه كل أبناء الوطن، فمصر لكل المصريين.. والله ولى التوفيق.