دعت وزارة الخارجية البحرينية مواطنيها إلى عدم السفر لجمهورية العراق في الوقت الراهن، نظرا للظروف الأمنية التي يمر بها العراق، كما دعت كافة المواطنين المتواجدين في جمهورية العراق إلى ضرورة المغادرة فورًا وذلك ضمانًا لأمنهم وحفاظًا على سلامتهم، وتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر والابتعاد عن أماكن الاضطرابات والتجمعات واتباع تعليمات السلطات المحلية المختصة. وكانت قوات مكافحة الشغب العراقية قد أطلقت الرصاص الحي في الهواء مجدداً، اليوم الخميس، لتفريق عشرات المتظاهرين الذين أشعلوا إطارات في ساحة التحرير بوسط بغداد، رغم حظر التجول الذي دخل حيز التنفيذ فجراً، بحسب ما أفادت به وكالة "فرانس برس". وصدت القوات الأمنية المحتجين باتجاه شوارع فرعية متاخمة لمكان التجمع الأساسي، في اليوم الثالث من المظاهرات الدامية. وسعى المحتجون للتوجه إلى ساحة التحرير في وسط العاصمة "بغداد"، التي تعتبر نقطة انطلاق تقليدية للمظاهرات في المدينة، ويفصلها عن المنطقة الخضراء جسر الجمهورية حيث ضربت القوات الأمنية طوقاً مشدداً منذ الثلاثاء. وإلى ذلك، أعلن محافظ النجف حظرا للتجوال في المدينة من الساعة ال 4 وحتى إشعار آخر، سبقه إعلان حظر للتجوال في محافظة ميسان من الساعة ال 3 ظهرا حتى إشعار آخر، وفقا لما ذكرته قناة "العربية" الإخبارية. وفي سياق متصل، قررت السفارة الأمريكيةببغداد تعليق الخدمات القنصلية لحين انتهاء حظر التجوال. وهذه المظاهرات غير مسبوقة، إذ إنها لم تنطلق بدعوة من حزب أو زعيم ديني كما تجري العادة في بغداد، بل جمعت الغاضبين المحتجين على غياب الخدمات العامة والبطالة، أو ضد عزل قائد عسكري شعبي مؤخراً هو عبدالوهاب الساعدي، قائد جهاز مكافحة الإرهاب، الذي كان له دور رئيسي في هزيمة تنظيم داعش في العراق. ويعاني العراق، الذي أنهكته الحروب، انقطاعاً مزمناً للتيار الكهربائي ومياه الشرب منذ سنوات، ويحتل المرتبة ال12 على لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم، بحسب منظمة الشفافية الدولية، وبحسب تقارير رسمية، فمنذ سقوط نظام صدام حسين في العام 2003، اختفى نحو 450 مليار دولار من الأموال العامة، أي أربعة أضعاف ميزانية الدولة، وأكثر من ضعف الناتج المحلي الإجمالي للعراق.