بعد التهديد الروسى الجمعة الماضى للولايات المتحدةالأمريكية بضرورة عدم اتخاذ «واشنطن» خطوات متسرعة بشأن الوضع فى أوكرانيا، بدأت روسيا فى دراسة بعض الخطوات التصعيدية ضد الولاياتالمتحدة، حيث ذكرت وكالات الأنباء الروسية أمس الأول أن موسكو تدرس تجميد عمليات التفتيش العسكرية الأمريكية، بموجب معاهدات الحد من التسلح، رداً على قرار واشنطن بوقف التعاون العسكرى مع روسيا. وطلب وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف من منظمة «الأمن والتعاون» فى أوروبا إجراء تحقيق حول المسئولين عن مقتل عشرات الأشخاص الشهر الماضى فى «كييف» خلال عمليات قنص، مشدداً على وجوب عدم الاستمرار فى «إخفاء» الحقيقة. وأدلى «لافروف» بهذا التصريح بعد الكشف عن محادثة هاتفية بين وزيرة الخارجية الأوروبية كاترين أشتون ووزير خارجية «أستونيا» أورماس بايت، قال فيها الأخير إن المعارضة الأوكرانية متورطة على الأرجح فى هجمات القناصة على المتظاهرين. وعلى صعيد آخر، أعلنت الرئاسة الفرنسية فى ختام اتصال هاتفى بين الرئيسين فرنسوا أولاند وباراك أوباما أمس الأول، أن فرنساوالولاياتالمتحدة تنويان «فى حال عدم تحقيق تقدم» نحو إيجاد تسوية فى أوكرانيا، اتخاذ «إجراءات جديدة» تستهدف روسيا. كما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يواصل إجراء اتصالاته الهاتفية بشأن الأزمة الأوكرانية، وتحدث «أوباما» هاتفياً بشكل منفصل مع كل من رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون ورئيس الوزراء الإيطالى ماتيو رينزى. وحذر وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى نظيره الروسى سيرجى لافروف، خلال مكالمة هاتفية أمس الأول، من أن استمرار تصعيد الوضع فى أوكرانيا «يغلق الباب أمام الدبلوماسية»، داعياً موسكو إلى ممارسة «أعلى درجات ضبط النفس»، يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أن بلاده مستعدة لاستمرار الحوار مع الغرب شريطة أن يكون هذا الحوار مخلصاً وبعيداً عن محاولات إظهار روسيا كجزء من الصراع فى أوكرانيا. وعلى الصعيد الأوكرانى الداخلى، وردت أنباء عن أن روسيا عززت أمس الأول وجودها العسكرى فى شبه جزيرة «القرم» الأوكرانية، وقال فلاديسلاف سيليزنيوف، الناطق باسم القوات المسلحة الأوكرانية فى «القرم» لوكالة «أسوشييتدبرس»، إن شهوداً أفادوا برؤية سفن حربية برمائية يجرى إنزال نحو مائتى مركبة حربية منها بشرق «القرم» بعد عبورها مضيق «كيرتش» الفاصل بين القرم والأراضى الروسية. وأعلن رئيس المجلس الأعلى للقرم «البرلمان» فلاديمير قسطنطينوف أن عملية انضمام «القرم» إلى روسيا الاتحادية يمكن أن تكتمل فى غضون شهر فى حال تهيئة الظروف الملائمة لذلك. وأكد «قسطنطينوف» على أن ميزانية «القرم» فى حال انضمامها إلى روسيا ستتضاعف، أما النفقات فى المجال الاجتماعى فستزداد 4 مرات. كما ذكر موقع «ريجنيوم» الإخبارى الروسى أن مصطفى جماليوف الرئيس السابق لمجلس «تتار القرم» والنائب بالبرلمان الأوكرانى أكد فى تصريحات صحفية أن «تتار القرم لن يعيشوا أبداً فى إطار الاتحاد الروسى»، ودعا الزعيم الحالى لمجلس «تتار القرم» رفعت تشوباروف المجتمع الدولى إلى النظر بشكل عاجل فى إمكانية نشر قوات دولية لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة فى أراضى شبه جزيرة «القرم».