أعلنت المجموعة الروسية "نوفاتيك" اليوم إطلاق مشروع ضخم للغاز المسال في القطب الشمالي مع شركاء صينيين ويابانيين وفرنسيين، مشيرة الشركة - وهي أكبر منتج مستقل للغاز الطبيعي في روسيا- إلى أن قرار الاستثمار نهائيا تم التوصل إليه بشأن تمويل مشروع الغاز المسال في القطب الشمالي "أركتيك إل إن جي -2" بقيمة 21.3 مليار دولار، الذي يفترض أن ينتج أول شحنة من الغاز المسال في 2023، موضحة أن عمليات حفر الآبار وبناء الطرق والبنى التحتية لاستغلال الحقل بدأت. وعبر رئيس "نوفاتيك" ليونيد ميكيلسون، عن ارتياحه لأن المجموعة برزت كطرف أساسي فاعل في السوق العالمية للغاز المسال بعد إطلاق مشروع "يامال" الذي تكلل بالنجاح، مضيفا: "اليوم قمنا بخطوة أخرى إلى الأمام باتجاه هدفنا أن نصبح من أكبر منتجي الغاز المسال في العالم". وتملك "نوفاتيك"، 60% من المشروع، مع شركاء هم الفرنسية توتال (10%)، والصينيتان "تشاينا ناشونال بتروليوم كوربوريشن" (10%)، و"تشاينا ناشونال أوفشور أويل كوربوريشن" (10%)، واليابانية "ميتسوي- جوجميج" (10%). ويقضي المشروع ببناء مصنع لتسييل الغاز الطبيعي في شبه جزيرة "جيدان" في المنطقة الروسية من القطب الشمالي، ما سيعزز موقع روسيا كمنتج كبير للغاز المسال، وسيتألف المصنع من 3 وحدات للإنتاج، سيبدأ بناء أولاها في 2023 والاثنتين الأخريين في 2024 و2026. ومن المقرر أن تبلغ القدرة الإنتاجية ل"اركتيك إل إن جي-2"، 19.8 مليون طن سنويا، أي 535 ألف مكافئ لبرميل النفط يوميا عبر استغلال كميات من احتياطي المحروقات يتجاوز سبعة مليارات من مكافئ برميل النفط في حقل الغاز في "أوترينيي". ويقع المشروع على بعد نحو ثلاثين كيلومترا عن مشروع "يامال" العملاق للغاز المسال الذي تشارك فيه "نوفاتيك" و"تشاينا ناشونال بتروليوم كوربوريشن" وتوتال وبدأ الإنتاج في ديسمبر 2017. من جانبها، أوضحت "توتال" في بيان أن ذلك القرب سيسمح للمشروع الجديد بالاستفادة من البنى التحتية القائمة، وكذلك من الجوانب اللوجستية، بينما يتولى عمليات النقل أسطول من كاسحات للجليد. من جهته، صرح رئيس مجلس إدارة "توتال" باتريك بوياني أن المشروع سيسمح بتأمين الغاز المسال بطريقة تنافسية إلى الأسواق خلال أربع سنوات، موضحا أن المشروع الجديد "سيستكمل محفظتنا لنمو مشاريع الغاز المسال التنافسية التي تعتمد على موارد عملاقة بكلفة إنتاج ضئيلة وتستهدف خصوصا الأسواق الآسيوية". وسيتولى القيام بالأعمال الهندسية في المشروع كونسورسيوم يتألف من الفرنسية الأمريكية "تكنيك إف إم سي"، والإيطالية "سايبيم"، والروسية "نيبيجاز".