تواصلت حالة التوتر بين روسياوالولاياتالمتحدة على خلفية الأزمة الأوكرانية فى ظل عدم وجود أى مؤشرات قريبة على انفراج الأزمة التى تهدد باندلاع حرب عالمية جديدة. وفى الوقت الذى تحاول فيه السلطات المؤقتة الجديدة حشد التأييد الأوروبى والأمريكى ضد روسيا، بدأ «الكونجرس» الأمريكى، أمس، مشاوراته لفرض عقوبات صارمة على روسيا بعد مزاعم استيلائها على شبه جزيرة القرم الأوكرانية، فى وقت تقدمت «القرم» رسمياً، أمس، بطلب إلى «موسكو» للنظر فى انضمامها إلى الاتحاد الروسى. وقال رستام تيمير جالييف، النائب الأول لرئيس وزراء «القرم»، إن استفتاءً سيجرى فى 16 مارس المقبل، لتحديد ما إذا كانت «القرم» ستنضم إلى روسيا أم ستعود إلى دستور 1992، الذى ينص على انضمامها إلى أوكرانيا مع تحديد العلاقات بينهما على أساس المعاهدات والاتفاقيات، فيما أعلن «الكرملين» الروسى أنه تم إطلاع «بوتين» على الطلب، ويتم بحثه فى الوقت الحالى. وفى الوقت ذاته، قال سيرجى أكسيونوف، الزعيم الجديد لمنطقة القرم الأوكرانية، إن القوات الموالية لروسيا فرضت سيطرتها على كافة الطرق المؤدية إلى شبه الجزيرة، وإنها حاصرت كافة القواعد العسكرية الأوكرانية التى لم تستسلم بعد. وأضاف: «أحد عشر ألف عنصر من قوات الدفاع الذاتى انضموا إلى شرطة مكافحة الشغب والقوات الأمنية. ويعتقد أن جميعهم أو أغلبهم روس»، فيما تدخلت الشرطة الأوكرانية، صباح أمس، لطرد متظاهرين موالين لروسيا احتلوا مبنى الإدارة المحلية لمدينة «دونيتسك» واعتقلت 75 شخصاً خلال الهجوم. وحاولت رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة، يوليا تيموشينكو، حشد التأييد الغربى ضد روسيا، داعية الدول الأوروبية إلى تكثيف ضغوطها على روسيا لإجبارها على سحب قواتها من القرم. وقالت، فى تصريحات لوكالة أنباء «أسوشييتدبرس»: «ينبغى ألا تقدم أوكرانيا أى تنازلات لاسترضاء روسيا. نعتقد أن المعتدى يتعين عليه أن يغادر دون أى شروط. أى مفاوضات حول مستقبل أوكرانيا يتعين إجراؤها مباشرة مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا وروسيا، الذين وقعوا معاهدة عام 1994 لضمان أمن أوكرانيا. الغرب يتعين عليه أن يفعل كل شىء لوقف العدوان». من جانبه، اتهم رئيس الوزراء الأوكرانى، أرسينى ياتسينيوك، روسيا بتصعيد التوتر والقيام بأعمال «استفزازية» فى بلاده. وقال: «الأمر يعود إلى روسيا أن تكون مستعدة لتسوية هذا النزاع أو تبقى متحفظة وتزيد التوتر، كما فعلوا فى الساعات الأخيرة»، فيما نددت وزارة الخارجية الأمريكية ب«الموقف الذى دافع عنه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين حول الملف الأوكرانى»، مؤكدة أنه بإمكانها أن تدحض «النقاط العشر الخاطئة» فى «رواية الرئيس الروسى». وقال مصدر بوزارة الخارجية الأمريكية: «روسيا تروى قصصاً خاطئة لتبرير أعمالها غير المشروعة فى أوكرانيا والعالم لم يشاهد رواية خيالية روسية مذهلة إلى هذا الحد»، مؤكداً أن القوات الموجودة فى أوكرانيا تقود مركبات تحمل لوحات روسيا، وهو ما يعنى أنها قوات روسية بالفعل. وأعلن الاتحاد الأوروبى أن تجميد الأصول الذى فرضه على ثمانية عشر شخصاً يتحملون المسئولية عن اختلاس أموال الدولة فى أوكرانيا، يتضمن الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش، مؤكداً أن القائمة تتضمن مساعديه ووزير داخليته ووزير العدل والنائب العام ورئيس الأجهزة الأمنية ونجله. وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسى «الناتو»، أندرس فوج راسموسن، أن الحلف قرر تعزيز تعاونه مع أوكرانيا وإعادة النظر فى تعاونه مع روسيا عبر تعليق بعض المبادرات المشتركة فى إطار مجلس الأطلسى وروسيا، مؤكداً مراجعة «المجموعة الكاملة لمبادرات التعاون العسكرى»، إضافة إلى وقف المهمة المشتركة المتعلقة بتدمير الأسلحة الكيماوية السورية. من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، أن «اتفاقاً تم فى باريس، يقضى بمواصلة المشاورات الكثيفة حول الأزمة الأوكرانية، خصوصاً بين الولاياتالمتحدةوروسيا». وأضاف: «لم يكن لدى أى طموح للقاء يجمع وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، ونظيره الأوكرانى، آندريه ديشتشيتسا»، فيما اعتبر الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، ورئيس الوزراء البريطانى، ديفيد كاميرون، أن الوضع الراهن فى أوكرانيا «غير مقبول»، مؤكدين أن روسيا دفعت ثمن تدخلها من خلال تراجع ثقة المستثمرين. وأعلن وزير الدفاع الأمريكى، تشاك هاجل، أن الولاياتالمتحدة قررت تكثيف التدريبات الجوية المشتركة مع بولندا وزيادة مشاركتها فى حماية المجال الجوى لدول البلطيق.