نظمت المعارضة الفنزويلية أمس في "كراكاس"، تظاهرة بالسيارات والدراجات النارية، احتجاجا على التعذيب والقمع، مطالبة بالإفراج عن السياسيين، والطلاب المعتقلين، وسارت القافلة المكونة من سيارات متواضعة وفخمة ذات الدفع الرباعي، غداة ليلة أعمال عنف متجددة، وقعت خلال مواجهات بين مئات المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب، واعتقل خلالها 40 شخصا بينهم صحفية أجنبية. وبعد نحو شهر من التظاهرات المناهضة للحكومة تعتبر الحصيلة كبيرة، إذ بلغت حسب المدعية العامة لفنزويلا ليوسا أورتيجا دياس، 17 قتيلا و261 جريحا، بينما أعلن الرئيس "مادورو" مقتل عسكري، لترتفع الحصيلة إلى 18 قتيلا و 1000معتقلا. واستجاب المتظاهرون الذين خرجوا أمس مجددا إلى الشوارع، لنداء الجناح المتشدد من المعارضة اليمينية المتمثلة في النائبة المستقلة ماريا متشادو، من حزب الإرادة الشعبية، الذي يوجد زعيمه قيد الاعتقال ومساعده مطلوب من الشرطة. ووصف نيكولا مادورو وريث سياسة الرئيس الراحل هوجو تشافيز زعيم يسار أمريكا اللاتينية المناهض للإمبريالية بمحاولة لانقلاب الحركة التي بدأها في الرابع من فبراير طلاب، انضمت إليهم المعارضة السياسية التي تدعو إلى الخروج إلى الشوارع، لإسقاط الحكومة المنبثقة عن انتخابات إبريل الماضي. وهاجمت قوات مكافحة الشغب الجمعة الماضية في حي "ألتاميرا"، الذي يعتبر من معاقل المعارضة في "كراكاس"، بخراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع المتظاهرين الذي كان بعضهم مقنعون وردوا عليها بإلقاء زجاجات حارقة، ومن بين الموقوفين الجمعة الماضية، الصحفية الإيطالية فرانشيسكا كوميساري التي تعمل مع صحيفة ال"ناسيونال" الفنزويلية. كذلك، تحدثت النقابة الوطنية لعمال الصحافة، عن توقيف مراسل صحيفة "ميامي هيرالد" الأمريكية، وفريق من وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، قبل الإفراج عنهم لاحقا في المساء، وتتعلق أهم مطالب المتظاهرين، بانعدام الأمن والتضخم وندرة مواد الاستهلاك الأساسية، ويحتج المعارضون وكذلك المنظمات غير الحكومية، أيضا على إفراط الشرطة في استعمال القوة لتفريق التظاهرات. ودعا الرئيس "مادورو" الذي شارك الجمعة الماضية في ثان يوم من الحوار الوطني، الذي دعا إليه في محاولة لتسوية الأزمة، مجددا الطلاب إلى التشاور.