«بيع المخدرات» هو الشرارة الأولى التى تسببت فى نشوب معركة بالأسلحة النارية بين مسجلين خطر والأهالى بمنطقة أرض الجمعية استمرت أكثر من 3 ساعات حتى انتهت بمقتل سائق وإصابة 10 آخرين. لم تكن هذه المعركة الأولى التى نشبت بين الطرفين. فى شارع النصر يقف تجار المخدرات، وفى أيديهم حقائب بلاستيك سوداء بداخلها حشيش وأقراص مخدرة وبحوزتهم أسلحة نارية وبيضاء يستخدمونها فى إرهاب كل من يطلب منهم الانصراف من أمام منزله، تحول الشارع إلى وكر لتجارة المخدرات بعد استغلال الخارجين على القانون للغياب الأمنى، واستمروا فى مزاولة نشاطهم الإجرامى حتى تحولت مشادة كلامية جمعت تاجر مخدرات وعامل عندما طلب الأخير منه عدم بيع المخدرات أمام منزله إلى معركة بالأسلحة النارية والمولوتوف أسفرت عن مقتل حامد حجازى 27 سنة سائق، وأصيب والده وشقيقاه بإصابات بالغة. العقل المدبر للجريمة هو «مدحت عبدالخالق» وشهرته بيبو، لم تردعه 10 سنوات قضاها خلف القضبان فى قضية قتل، وبعد خروجه عاد لمزاولة نشاطه الإجرامى فى تجارة المخدرات، وفرض الإتاوات على أصحاب المحلات التجارية، وسرقة المارة بالإكراه، وافتعال المشاكل مع أهالى المنطقة، فلا يمر يوم حتى تحدث معارك بالأسلحة النارية. استغل المتهم معاتبة عامل له يدعى «فرج حجازى» 30 سنة على إثارة المشاكل فى الشارع التى من شأنها إصابة الأهالى بحالة من الفزع الشديد، فما كان من المتهم إلا أن انهال عليه بمطواة وأصابه بجرح قطعى كبير فى الرأس، ولم يكتف المتهم بجريمته وترصد بشقيق العامل أثناء ذهابه إلى عمله وأطلق عليه عياراً نارياً أصابه فى الصدر وتسبب فى مفارقته الحياة. «الوطن» التقت زوجة المجنى عليه، التى بدا عليها الحزن الشديد، وقالت إنها تناولت الإفطار معه ومع ابنيهما يوسف 5 سنوات، وعبد الرحمن 6 شهور، وودعهم ليبدأ يوماً جديداً من العمل على ميكروباص وبعد نزوله من الشقة بدقائق سمعت صوت ضرب نار، وعندما نظرت من الشباك وجدت زوجها ملقى على الأرض فأسرعت إليه فوجدته جثة هامدة والدماء تسيل منه، واسترسلت فى الكلام قائلة «ولادى بقوا أيتام». أما هدى بدوى 63 سنة والدة المجنى عليه فدخلت فى بكاء هستيرى وظلت تصرخ «دم ابنى راح هدر» وقالت إنها عرفت خبر مقتل نجلها من صرخات زوجته، فأسرعت إلى الشارع لتجد ابنها ملقى على الأرض وسط بركة من الدماء، وأضافت أنهم قاموا بنقله إلى المستشفى المركزى لإسعافه إلا أنهم فوجئوا به جثة هامدة، ولم تتمكن من الكلام بسبب حالة الانهيار التى انتابتها. ويقول محمد أحمد (32 سنة) شاهد عيان، إنه فوجئ أثناء سيره فى الشارع بالمتهم مدحت. ع «هارب» وشهرته بيبو ينهال بالسباب والشتائم على المجنى عليه حامد حجازى 27سنة وعندما حاول المارة فض المشاجرة أخر ج المتهم فرد خرطوش وأطلق منه رصاصة فى صدر المجنى عليه ثم فر هارباً. بدأت الواقعة حوالى الساعة التاسعة مساء أمس الأول بشارع النصر بمنطقة أرض الجمعية بإمبابة بسبب بيع المخدرات واستمرت أكثر من 3 ساعات متواصلة مما أثار الذعر والفزع بالمنطقة، وأخطر الأهالى اللواء أحمد سالم الناغى مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة وانتقلت قوة من ضباط المباحث بقيادة اللواءين طارق الجزار نائب مدير الإدارة العامة للمباحث ومحمود فاروق مدير المباحث الجنائية وتشكيلين من قوات الأمن المركزى ونشرت المباحث قواتها فى المنطقة وفرضت كردوناً أمنياً وتمكنت من السيطرة على أطراف المشاجرة، وتحرر محضر بالواقعة وأخطر المستشار محمد زكرى المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة وانتقلت نيابة الحوادث برئاسة محمد عبدالمنعم علما مدير النيابة إلى مكان الواقعة وتمت مناظرة جثة المجنى عليه بمعرفة محمود حلمى وكيل أول النيابة، وقررت النيابة تشريحها لبيان سبب الوفاة وحرزت 65 من فوارغ الطلقات تبين أنها من سلاح آلى وفرد خرطوش. وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة ووضع المصابين تحت حراسة أمنية مشددة لحين سماع أقوالهم وقررت حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات.