باكستان تطالب بحماية حقوق العمال بقطر وتوقع شراكة مع أوروبا

أعلن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي، من بروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، أن بلاده ستحرص على ضمان تمتع جيش العمال الباكستانيين في مشاريع البنى التحتية لمونديال 2022 في قطر بالحقوق المناسبة، وذلك بعد ورود تقارير متكررة عن حصول إساءات، وذلك على هامش زيارته لبروكسل.
وبدأت الإمارة الغنية بالغاز تنفيذ برنامج انشاءات هائل تحضيرا لاستضافة بطولة كأس العالم في كرة القدم، ما جعلها تخضع لتدقيق مكثف من قبل جمعيات حقوق الإنسان والعمال، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.
وفي وقت سابق هذا العام حذّرت منظمة العفو الدولية أنه على الرغم من "الاصلاحات الناشئة"، فإن الوقت ينفد أمام قطر للتخلص من الاستغلال الخطير والمنتشر على نطاق واسع بحق آلاف العمال المهاجرين وغالبيتهم من جنوب آسيا.
وكانت تقارير في هذا الإطار قد تحدثت عن أجور مستحقة لا تدفع واحتجاز جوازات سفر من قبل أرباب عمل، وعمل بعض العمال نحو 148 يوما بشكل متواصل.
ورحب قرشي بخطط قطر لتقديم 100 ألف تصريح عمل لمواطني بلاده، لكن شدّد على وجوب احترام حقوق عمال بطولة كأس العالم.
وقال لفرانس برس خلال زيارته بروكسل: "بالتأكيد سنطلب من سفارتنا ومن وكالات التوظيف إعطاء عمالنا شروطا أفضل".
وأضاف: "حيثما نشعر أن العمال الباكستانيين يساهمون، نشعر بأنه أيضا يجب أن نوليهم اهتمامنا".
وتصر قطر على التزامها بإصلاح قوانين العمل، ومنذ اختيارها لاستضافة البطولة فرضت حدا أدنى للأجور قدره 750 ريالا (206 دولارا)، وألغت جزئيا نظام تأشيرة الخروج الذي يتطلب من العمال الحصول على إذن أرباب العمل قبل مغادرة البلاد.
ورحب قرشي بالتغييرات، لكنه لفت إلى أن باكستان ستضغط من أجل الحصول على المزيد.
وقال: "أعتقد أنه يمكن التفاوض على أمور أخرى مثل التغطية الصحية وأشياء من هذا القبيل، وسنتحدث معهم حول هذه القضايا".
وتأتي زيارة قرشي إلى بروكسل في الوقت الذي تسعى فيه باكستان التي تعاني من ضائقة مالية إلى جذب استثمارات أجنبية، حيث اضطرت الحكومة للإعلان عن ميزانية متقشفة بعد تأمين خطة إنقاذ بقيمة 6 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي.
وأعلنت الحكومة القطرية، يوم الاثنين، ضخ 3 مليارات دولار على شكل "ودائع واستثمارات مباشرة" في باكستان، وذلك بعد أيام قليلة على زيارة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، لإسلام أباد.
خطة استراتيجية للتعاون بين باكستان والاتحاد الأوروبي
ووقعت باكستان والاتحاد الأوروبي خطة العمل الاستراتيجية الجديدة بهدف تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات لاسيما التجارة والأمن والسلام وضد غسيل الأموال، بين وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موجريني.
وقال راديو باكستان إن باكستان والاتحاد الاوروبي وقعا يوم الثلاثاء خطة المشاركة الاستراتيجية لتوجيه علاقاتهما الثنائية وتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وقال وزير الخارجية شاه محمود قريشي في مؤتمر صحفي مشترك إلى جانب ممثلة الاتحاد فيديريكا موجريني، إن خطة المشاركة الاستراتيجية هي عزم طويل الأجل لزيادة تعزيز التعاون بين باكستان والاتحاد الأوروبي، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسلام أباد" الباكستانية.
ونفى قريشي انطباعاً بأن باكستان تواجه عزلة على المستوى الدولي، وأشار إلى أن كثيراً من الدول الأوروبية بعد إدراكها على خطوات باكستان الإيجابية والصارمة لا تؤيد وضع إسلام آباد على القائمة السوداء، وأكد بأن حكومة رئيس الوزراء عمران خان تتبع سياسة الجوار السلمي بهدف السلام الإقليمي، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الباكستانية اليوم.
وقال إن هذا الإطار تضمن التفاهم لتعزيز السلام والازدهار المتبادل والتجارة والاستثمار وقضايا المهاجرين والتنمية المستدامة والطاقة والتعليم والثقافة.
وقال الوزير إن الجانبين سيتعاونان ويتعلمان من أفضل ممارسات الطرف الآخر في مجال الأمن السيبراني وغسل الأموال والتعامل مع أي أزمات.
وقال قريشي إن سياسة باكستان الخارجية تكمن في العلاقة بين السلام والتنمية التي لا تنفصل.
وبعد محادثات مع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي الثلاثاء، وقع الوزير "خطة مشاركة استراتيجية" مع وزيرة خارجية الاتحاد فديريكا موجيريني.
وكان وزير الخارجية الباكستاني قد أعلن أن باكستان ستوقع خطة استراتيجية جديدة مع الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وأوضح في تصريحات للصحفيين في مطار إسلام آباد الدولي قبيل مغادرته إلى بروكسل، إن التوقيع على الخطة الاستراتيجية سيسهم في بدء عهد جديد من التعاون طويل الأمد بين باكستان والاتحاد الأوروبي، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الباكستانية الرسمية.