ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، أنّ التصويت لصالح مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو يشير إلى تحول في هيمنة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تركيا. وتابع تقرير الشبكة الأمريكية أنّ فوز إمام أوغلو في إعادة الانتخابات الخاصة بعمدة إسطنبول ينشط معارضة تركيا المنهكة، كما يبث حياة جديدة في جزء من الناخبين الأتراك الذين فقدوا كل أمل في الفوز عبر صندوق الاقتراع، لكنهم ما زالوا يؤمنون بحماية الديمقراطية في البلاد. وأشار التقرير إلى أنّ النقاش بشأن إعادة الانتخابات لم يكن يتعلق بمجرد منصب العمدة، بل إنّه أكثر من ذلك بكثير، بشأن مسألة ما إذا كان الجزء الأساسي وغير القابل للجدل في العملية الديمقراطية، وهو صندوق الاقتراع، سينجو من ولاية الرئيس أردوغان، وما حدث أنّ الصندوق لم ينجو الأمر فحسب، بل أرسل رسالة واضحة جدًا من خلال منح إمام أوغلو السلطة على قلب تركيا المالي. لكن من ينظر إلى فوزه على أنّه فوز للمعارضة يخطئ كثيرا في حصر الأخطاء العديدة التي ارتكبها حزب العدالة والتنمية الحاكم في الفترة التي سبقت الانتخابات، ومنذ البداية، أثار قرار إعادة الانتخابات انتقادات واسعة النطاق، وإلى جانب الاقتصاد المتعثر، والنظام السياسي الذي انحرف في السنوات الأخيرة نحو حكم الرجل الواحد واتهامات الفساد، وأرسل الناخبون تحذيرا إلى حزب العدالة والتنمية بأنّه ليس منيعًا، كما أظهرت الانتخابات أنّه حتى أردوغان، الذي تعد شخصيته القوة الدافعة وراء حزبه، يمكن هزيمته. وأوضح التقرير أنّ أردوغان هيمن منذ مدة طويلة على السياسة التركية خلال فترة حكمه التي استمرت 16 عامًا، إذ عزز السلطة لشخصه على حساب الديمقراطية التركية، لكن شرعيته تستند إلى قدرته الغريبة على الفوز في الانتخابات، ولم يكن أردوغان مرشحًا في هذه الانتخابات، لكن الخسارة لا تزال شخصية، فإسطنبول هي مسقط رأسه والمدينة التي بدأ فيها حياته السياسية. وتأمل المعارضة في أنّ تجد في إمام أوغلو الكاريزما السياسية لمنافسة أردوغان، إذ كانت رسائل حملته مفعمة بالحيوية وسلوكياته هادئة، وقدم ذلك للناخبين بديلا لم يروه منذ وقت طويل، وتحتفل المعارضة الآن في اسطنبول، ولكن لا يزال الحكم فيها لمجلس مدينة إسطنبول، الذي يسيطر عليه حزب العدالة والتنمية، وسيكون لديهم القدرة على منع إمام أوغلو من الحكم بفعالية، رغم أنّ مرشح حزب العدالة والتنمية بينالي يلدريم تعهد في خطابه بأنّ حزبه سيعمل مع إمام أوغلو، وقد يثبت هذا أنّه يمثل تحديًا لكليهما: قد يتعين على إمام أوغلو التعامل في مجلس يحتمل أنّ يكون عنيدًا، وعلى حزب العدالة والتنمية أنّ يثبت أنّه بإمكانه أنّ يكون فعالًا في المعارضة، وقد اعتبرت نتيجة الانتخابات بمثابة دفاع عن المعارضة.