فى تمام الساعة السادسة وعشر دقائق، ثالث أيام رمضان، تهيأ الجميع لأذان المغرب بحمل أطباق مليئة بالساندويتشات وأكياس التمور وزجاجات المياه المعدنية والعصائر، منتشرين فى مجموعات منظمة على طول رصيف محطة دشنا بقنا، ضمن حملتهم «إفطار صائم»، التى جرى تدشينها منذ 8 سنوات.كالمعتاد، توقف القطار فى المحطة، ليتزاحم الشباب المتطوع أمام كل عربة، يحملون الطعام والمياه المعدنية لتوزيعها على الركاب، فى مشهد تسابق بين الشباب على توزيع الوجبات بشكل سريع، لضيق الوقت المحدد لوقوف القطار على المحطة. حسن ضاحى عبدالفتاح، أحد المسئولين عن حملة «إفطار صائم على محطة السعادة» فى دشنا، شمال قنا، يقول: «تطوعنا لتنفيذ الفكرة منذ 8 سنوات، عندما علمنا بانتظام وقوف قطار مميز رقم 163 على محطة دشنا، فجمعنا أموالاً من بعضنا، واشترينا العصائر والتمور والمياه، ووزعناها على مستقلّى القطار، وتوسَّع الأمر بانضمام شباب من كل المدن والقرى، وتم تشكيل مجموعات مسئولة عن إعداد الوجبات». ينظمون حملة "إفطار صائم" منذ 8 سنوات على رصيف المحطة يضيف «عبدالفتاح»: «يتم تجهيز الوجبات بعد صلاة العصر قبل موعد القطار، وتحتوى على ساندويتشات فراخ بانيه أو جبنة، وتمور ومياه معدنية، ونضعها فى أماكن مخصصة على الرصيف، لتسهيل عملية التوزيع لحظة وصول القطار للمحطة، وهذا هو العام الثامن للمبادرة التى لاقت دعماً كبيراً من المواطنين». يقول محمود العزيز، أحد شباب الحملة: «بعد كل هذه السنوات، أطلقنا على محطة القطار اسم محطة السعادة، بفضل الشباب الذى يحمل طاقة خير ومسئولية مجتمعية كبيرة»، لافتاً إلى أن الدعم يزداد عاماً بعد عام، ويشارك فيه كبار العائلات وأصحاب الأعمال، فضلاً عن متبرعين آخرين، منهم من يُحضر البلح، وآخرون يأتون بالعصائر، كما خصصت المخابز حصصاً من إنتاجها لدعم الحملة، فضلاً عن تطوُّع الشباب من أنفسهم، دون أن تحمل الحملة أى توجُّه سياسى».