أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، تقريرًا جديدًا تحدث فيه عن مؤشرات تمدد تنظيم "داعش" الإرهابي في الكونغو الديمقراطية، ضمن محاولات "داعش" نقل خطورته وحضوره من سورياوالعراق للبحث عن مناطق أخرى ينتشر فيها، إذ كثَّف التنظيم مؤخرا خطورة حضوره في القارة الأفريقية، معتمدًا في ذلك على "بوكو حرام" من جهة، ومن جهة أخرى تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى وهجماته الأخرى التي تنفذها عناصر تابعة له في الصومال، وتنظيم أنصار السنة في موزمبيق. ولفت التقرير الذى نشره المرصد عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك"، إلى العملية الأخيرة التي نفذها التنظيم في الكونغو على معسكر للجيش بالمنطقة الحدودية مع أوغندا، وأسفرت عن مقتل 3 جنود، وذلك في 18 من هذا الشهر، كما ظهر فيديو لمجموعة من العناصر وهي تحمل السلاح وتطالب المؤيدين للتنظيم بأفريقيا، الانضمام إلى دولتهم الجديدة "الدولة الإسلامية بوسط أفريقيا" والمسماة ب"مدينة التوحيد والموحدين"، وانتشر الإصدار على مواقع تابعة ل"داعش"، تحدث فيه شخص باللغة العربية ودعا مؤيدي التنظيم إلى الهجرة مما أسماها أراضي "الكفار"، وأنّ يأتوا إلى أرض الكونغو الديمقراطية "للجهاد"، قائلا: "أقسم بالله إنّ هذه هي دار الإسلام التابعة للدولة الإسلامية في وسط أفريقيا". وتأتي هذه العملية في الوقت الذي ظهرت فيه تقارير ودراسات بشأن اختفاء التنظيم إثر القضاء على جيوب تنظيم "داعش" في العراقوسوريا، ولعل دلالة القيام بهذه العملية مرتبطة أيضًا بدعوة "أبوبكر البغدادي" لولايات "دولة الخلافة" في نوفمبر 2018 في أفغانستان والقوقاز وإندونيسيا وغرب ووسط أفريقيا لتنفذ عمليات إرهابية ضد ما أسماهم "الكفار"؛ لأنّهم سيحاولون تقسيمهم. وقال المرصد في تقريره، إنّ "داعش" يحاول التمدد عبر الكونغو الديمقراطية، مستغلًّا وجود بعض المناطق التي تعاني من صراعات داخلية، وهي البيئات المفضلة لمثل هذه التنظيمات، فيوجد في الكونغو الديمقراطية نحو 100 مجموعة مسلحة تتمركز في شرق البلاد أغلبها حركات انفصالية، ومنذ العام 2014 سقط نتيجة لصراع هذه الجماعات نحو 1000 شخص. وذكر تقرير المرصد أنّ مركز "الكونغو للأبحاث" أوضح أنّ العناصر التي نفذت العملية، لم تتبنَّ أيديولوجية "داعش" فقط، بل تلقت أموالًا من التنظيم على يد مواطن كيني يسمى "وليد أحمد زين" وهو أحد مؤيدي تنظيم "داعش"، ومن الموضوعين على قوائم الإرهاب بنشرة وزارة الخزانة الأمريكية، وكانت الأموال التي تصل إليهم من خلال حسابات بنكية لمراسلات مالية من الخارج، وتحديدًا من سوريا وجنوب أفريقيا وبريطانيا، إذ ترسل هذه الأموال إلى أوغندا ومنها إلى عناصر هذا التنظيم. وأوضح التقرير أنّه عثر على كتب تحمل أيديولوجية تنظيم "داعش" في مواقع تمركز وانتشار "قوات التحالف الديمقراطية"، وهو فصيل متمرد يرفع السلاح في وجه الدولة، فضلا عن أنّه وفقًا لخرائط "داعش" فإنّ تقسيم الولايات كان يشتمل أيضًا على ما يسمي ب"أرض الحبشة"، وكانت الكونغو من بين هذه الدول التي يسعى تنظيم "داعش" فيها إلى إقامة ما يعرف ب"دولة الخلافة"، كما أنّ عناصر منشقة عن هذا الفصيل كشفت عن أنّ راية "داعش" كانت ترفع في أماكن قوات التحالف الديمقراطية.