أوقفت الشرطة البريطانية مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، في سفارة الإكوادور بلندن، التي لجأ اليها منذ العام 2012، وفق ما أعلنت في بيان اليوم، موضحة أنّ التوقيف يأتي بموجب أمر قضائي يعود ليونيو 2012 صادر عن محكمة وستمنستر في لندن، بسبب عدم مثول أسانج أمام المحكمة، إذ لجأ أسانج إلى سفارة الأكوادور، هربًا من مذكرة ترحيل إلى السويد، وكان ملاحقا منذ أواخر العام 2000 في اتهامات بالاغتصاب والاعتداء الجنسي، الأمر الذي ينفيه باستمرار. ولد جوليان أسانج عام 1971 في تاونسفيل بولاية كوينزلاند، شمالي أستراليا، وعاش طفولته في ترحال مع والديه اللذين كانا يديران مسرحا جوالا. أنشأ جوليان موقع ويكيليكس، الذي ينشر وثائق وصور سرية، في عام 2006، بعد حبه الشديد للإنترنت حتى أنّه في عام 1995، واجه مع صديق له اتهامات بارتكاب عشرات من أعمال القرصنة الإلكترونية، حسب موقع "بي بي سي" الإخباري، ما اضطره لدفع كفالة قدرت بعدة آلاف من الدولارات الأسترالية كي يظل خارج السجن وبشرط عدم تكرار فعلته، لكنه أمضى بعد ذلك 3 أعوام يعمل مع أكاديمية سويليت دريفوس التي كانت تجري أبحاثًا تتعلق بالجانب التخريبي الناشئ من الإنترنت، وأعدَّ معها كتاب "العالم السفلي" Underground الذي بات من الأكثر مبيعًا بين المؤلفات المتعلقة بالكمبيوتر. تصدر "ويكليكس" عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم في أبريل 2010، عندما نشر لقطات تظهر الجنود الأمريكيين الذين قتلوا بالرصاص 18 مدنيًا من طائرة هليكوبتر في العراق. جوليان هو رجل ذو وجهين نسبة إلى أنصاره ومنتقديه، فالفئة الأولى تراه أحد الباحثين المناضلين بقوة من أجل الوصول للحقيقة، والمنتقدين يرونه شخصا يبحث عن الشهرة وعرّض حياة كثيرين للخطر من خلال نشره كمًّا هائلًا من المعلومات الحساسة. وأقام أسانج في مقر سفارة الإكوادور بالعاصمة البريطانية لندن منذ العام 2012 بعد إصدار سلطات السويد مذكرة اعتقال بحقه على خلفية اتهامه بالاغتصاب، فيما تسعى الولاياتالمتحدة إلى اعتقاله، بسبب دوره في تسريب مئات الوثائق السرية التابعة للحكومة الأمريكية. ولم يظهر أسانج علنا إلا في حالات نادرة على شرفة السفارة، إذ يقيم داخل شقة صغيرة برفقة قط، حسب وكالة "فرانس برس"، كما تعرض لاتهامات بأنّه يخدم المصالح الروسية في إطار تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة في 2016. وفي يوليو 2016، نشر ويكيليكس 20 ألف رسالة إلكترونية تمت قرصنتها من الحزب الديمقراطي، بعضها ألحق أضرارا كبيرة بالحملة الانتخابية للمرشحة هيلاري كلينتون. وفي أكتوبر من ذلك العام، قبل شهر على موعد الاقتراع، نشر الموقع آلاف الرسائل الإلكترونية لجون بوديستا مدير حملة كلينتون، ما أدى إلى تأييد واسع من المنافس الجمهوري دونالد ترامب. ونفى أسانج إزاء الاتهامات بأنّ تكون روسيا أو أي دولة أخرى وراء هذه التسريبات. وكان أسانج، قال في تصريح ل"بي بي سي" في عام 2011، إنّه "بهدف إبقاء مصادرنا في أمان، كان علينا أن نوزع الأصول، ونشفر كل شيء، ننقل الاتصالات السلكية واللاسلكية وكذلك الأفراد حول العالم لتفعيل قوانين الحماية في دول تشريعاتها القضائية مختلفة". وأضاف "لقد أصبحنا بارعين في ذلك، ولم نخسر يوما قضية أو مصدرا، لكن لا يمكننا أنّ نتوقع أن يفهم الجميع الجهود الاستثنائية التي نبذلها". وتبنى أسانج نمط حياة أشبه بالبدو الرحالة، ليدير "ويكيليكس" من مواقع مؤقتة ومتغيرة.