قال الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، اليوم، إن من وصايا الرئيس عبد الفتاح السيسي له أثناء توليه إدارة المكتبة، الاهتمام بأفريقيا. وأضاف "الفقي": الرئيس قال لي انظر إلى أفريقيا والعالم العربي، فالعالم ليس أوروبا وأمريكا فقط". وأشار خلال وقائع مؤتمر "العلاقات المصرية الأفريقية مسار وتحديات" بالتعاون مع معهد البحوث والدراسات الاستراتيجية لدول حوض النيل، إلى أن الأفارقة ليسوا أطفالا أو سذج بأن نطل عليهم موسميا وقتما نحتاجهم، أفريقيا يحتاجون لمن يحس بهم، على حد قوله. وأكد أن المؤتمر سيكون بداية لسلسلة اهتمام من مصر لأفريقيا، لافتا إلى أن جنوب أفريقيا عادت لمنافسة مصر على دورها الرائد في أفريقيا، حيث غابت مصر عن أفريقيا لسنوات بعد حادث محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك، التي جعلته يغيب عن حضور مؤتمرات القمة الأفريقية. وأكد أن الدوافع الحقيقية للتعاون مع أفريقيا لم تكن موجودة إلا بعد الرئيس السيسي الذي زار 27 دولة أفريقية، حيث استعادت مصر دورها في زعامة أفريقا وتنظيم بطولة أفريقيا ومعالجة فيروس سي بالقارة، متابعا: "مفيش انفتاح اكتر من كدا". وأشار إلى أنه لم يكن لمصر داعم أكثر من الأفارقة، الذين وقفوا بجوارها أثناء الخلافات مع جامعة الدول العربية. وكشف عن قصة رواها له الرئيس الأسبق مبارك، وكانت عن محاولة جامعة الدول العربية إعطاء 5 ملايين دولار لرئيس دولة مالي آنذاك "موسى تراوري"، من أجل التصويت على تجميد عضوية مصر في عدم الانحياز، فرد "تراوري" على هذا المندوب قائلاً: "أنت عايز أبويا عبد الناصر يجي لي في المنام ويقول لي أزاي تخون أمك مصر". واستطرد: "أفريقيا لم يكن يعنيها في الصراع العربي الإسرائيلي، سوى الصراع بين مصر وإسرائيل، لكونهم رأوا أن احتلال سيناء يمثل احتلال لأرض أفريقية". وطالب "الفقي" بإعادة النظر في رؤية المجتمع لأفريقيا بنظرة عامة، فهي ليست نهر النيل فقط أو سد النهضة، متابعا: :"الأفارقة حتى الآن ما زالوا يتذكرون الرئيس الراحل عبد الناصر، بسبب قضايا التحرير والتنوير التي خاضها في القارة". وطالب بضرورة تشكيل مفوض عام للشؤون الأفريقية ومياه النيل، وعودة الشخصيات المصرية المؤثرة في أفريقيا. جاء ذلك بحضور الدكتور أشرف عبد الحفيظ رحيل؛ القائم بأعمال رئيس جامعة الفيوم، والدكتور عدلي سعداوي؛ عميد معهد البحوث والدراسات الاستراتيجية لدول حوض النيل بجامعة الفيوم، والدكتور سيد فليفل؛ رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب المصري، والدكتورة أماني الطويل؛ مساعد مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومدير البرنامج الأفريقي.