"منصة التحرير".. الجميع بلا شعارات حزبية أو هتافات فئوية، يتذكرها من نزل لميدان التحرير قبل ثلاثة أعوام، أشعار "نجم" بصوت "الشيخ إمام" تنطلق من المنصة؛ لترج الميدان.. صوت "محمد منير" يخلق حالة ثورية مختلفة.. القرآن الكريم بين الحين والآخر يبعث الاطمئنان في القلوب ويثبتها "إن الله معنا". بعد ثلاثة أعوام من ثورة يناير، اختلف الحال، ليكون الاحتفال بذكرى الثورة على نغمات "بأمر الشعب السيسي رئيسي". منصة "كمل جميلك"، ومنصة "بأمر الشعب"، ومنصة "ولادك يا مصر"، قادت المشهد الاحتفالي في ميدان التحرير، قبل الثانية ظهرًا، كان الميدان مغلقًا، والشوارع المؤدية إليه أيضا مغلقة، عدا مدخل عبدالمنعم رياض.. مشهد ربما لا يحمل رائحة ثورة يناير، فهو أقرب إلى ثورة يونيو.. صور الفريق أول عبدالفتاح السيسي تملأ الميدان، بينما تختفي شعارات الثورة ومطالبها التي لم تتحقق على مدار 3 أعوام، بل نسيها المحتفلون في الميدان، لصالح مطلب وحيد وجديد عليهم "انزل يا سيسي". الحاج محمد حسين، جاء من العمرانية مبكرًا ليشارك الثوار احتفالهم، لم يجد أحدا منهم في الميدان قائل: "نزلت في 25 يناير وفي 30 يونيو، بس النهاردة حاسس إن الناس اتلخبطت ونزلت تحتفل بعيد ثورة يونيو". الحاج محمد الذي لم يجد صورة على أرض الميدان تعبر عن ثورة يناير ومطالبها، لم يجد بدًا من رفع صورة السيسي، ربما يكون الأمل الأخير لتحقيق مطالب الثورة.. "نفسي بقي يجي اليوم اللي أحتفل فيه بتحقيق الشعارات اللي نزلنا وهتفنا بيها.. لحد أمتى هحتفل بيوم لسه فرحته مكملتش".