ذكر موقع "نيوز ميديكال"، أن التقنية الجديدة التي تستخدم الخلايا المعدلة الخاصة بمرضي داء كرون، أثبتت فاعليتها في التجارب التي تستخدم الخلايا البشرية، حيث من المتوقع أن تبدأ التجربة السريرية للعلاج في الأشهر الستة المقبلة. وأشار الموقع إلى أن الباحثين في مركز البحوث الطبية الحيوية (NIHR)، بالإضافة إلى مركز توم توماس (BRC)، قد طوروا هذه التقنية من خلال دراسة خلايا الدم البيضاء المأخوذة من المرضى المصابين بمرض كرون ومقارنتها بخلايا الأشخاص الأصحاء، حيث سمحت النتائج التي توصل إليها المتخصصين في العلاج الخلوي في BRC لتطوير العلاج، كما تعتمد على اتخاذ خلايا المرضى وتنميتها في بيئة خاصة بحيث تتشابه الخلايا في سلوكها أكثر من الأشخاص الأصحاء. من جانبه، أظهر البحث الذي نشر في دورية أمراض الجهاز الهضمي أن هذه التقنية فعالة في الخلايا البشرية، مما يعني أنها جاهزة للاستخدام في التجارب السريرية، حيث ستختبر تجربة "تريبيوت" المقترحة ما إذا كان العلاج آمن وفعال لعلاج داء كرون أم لا. وأشار "نيوز ميديكال"، إلى أن مرض كرون يعد داء مزمن لمدي الحياة، حيث تصبح أجزاء من الجهاز الهضمي ملتهبة بشدة، مما يؤدي إلى مجموعة من الأعراض، مثل الإسهال وآلام المعدة والإرهاق، بالإضافة إلى فقدان الوزن، في حين أن أسبابه غير معروفة إلا أن الجهاز المناعي يلعب دوراً، فيما قال مدير مركز(NIHR) و(BRC)، جراهام لورد: "إن هذه هي الحدود التالية في العلاج بالخلايا، لأننا نتجاوز معالجة أعراض مرض كرون، بل نحاول إعادة ضبط جهاز المناعة لمعالجة هذه الحالة". وأضاف: "أنها معالجة حقيقية نابعة من الداخل، بمعنى أننا بدأنا بمراقبة الخلايا والأنسجة التي تبرع بها المرضى في جاي وسانت توماس، حيث طورنا العلاج وبدأنا الآن في إجراء التجارب وكل ذلك في الصندوق الاستئماني ويجب على المرضى المركزيين البحث، والمساعدة في إنشاء علاج قد يساعد آلاف الأشخاص الآخرين". بدورها، شخصت مديرة الاتصالات، راشيل ساوير، التي تبلغ من العمر 50 عاماً وتعيش في جنوب شرق لندن، بمرض كرون عام 2000 وعولجت في سانت توماس، وعلى الرغم من أن حالتها الآن تحت السيطرة، إلا أنها تدعم الأشخاص الأخرين الذين يعانون من كرون، وقالت ساوير: "من أسوأ الأشياء بالنسبة لي عدم القدرة على التنبؤ، خاصة حول الحاجة إلى المرحاض في عجلة من أمرنا. بعد أن أعاد كرون مسار حياتك اليومية بشكل كامل ويجعل من الصعب القيام بالأشياء العادية التي يعتبرها معظمنا أمراً مفروغاً منه، إن الخوف منه لا يبتعد أبداً عن ذهني". في حين، وجد الباحثون أن خلايا الدم البيضاء المتخصصة التي تسمى الخلايا التائية التنظيمية من مرضى كرون تنتج أقل من بروتين معين في القناة الهضمية يسمى" integrin α4β7" بداخل الخلايا التائية التنظيمية من الأشخاص الأصحاء. وبالعمل مع المختصين في برنامج المعالجة المتطورة للعلاج بالمستشفيات الوطنية في الهند NIHR Guy وSt Thomas وBRC، طوروا تقنية العلاج بالخلايا بناءً على هذه النتائج، حيث تتضمن هذه التقنية تطوير خلايا من مرضى داء كرون مع جزيء يسمى "RAR568"، والذي يعيد مستويات صحية من الإندرين "α4β7" ثم يتم إرجاع الخلايا إلى المرضى عن طريق الحقن الوريدي.